استقرت أسعار النفط، خلال التعاملات الآسيوية اليوم الثلاثاء، بعد تراجع حاد في الجلسات السابقة، مع تحسن طفيف في معنويات السوق إثر محاولات أمريكية صينية لتهدئة التوترات التجارية المتجددة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر بنسبة 0.4% إلى 63.55 دولار للبرميل، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.4% إلى 59.22 دولار.
وتراجع النفط إلى أدنى مستوياته في نحو خمسة أشهر بنهاية الأسبوع الماضي، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية، ردا على قيود بكين على صادرات المعادن الحيوية.
إلا أن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أكد أمس أن الرئيس ترامب من المقرر أن يلتقي نظيره الصيني شي جين بينج في وقت لاحق من هذا الشهر في كوريا الجنوبية، مشيرا إلى أن المحادثات التجارية بين الجانبين لا تزال مستمرة بهدف تحقيق تقدم ملموس.
وينظر إلى هذه التصريحات على أنها محاولة لتهدئة التوترات، بعد تهديدات متبادلة بإجراءات انتقامية.
وبالإضافة إلى الضغوط الجيوسياسية، تواجه أسواق النفط مخاوف من وفرة محتملة في المعروض وضعف الطلب العالمي، خاصة بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، ما أدى إلى تراجع علاوات المخاطر التي كانت تضيف دعما للأسعار.
وفي سياق آخر، قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في تقريرها الشهري الصادر أمس الاثنين، إن الإمدادات العالمية من النفط من المرجح أن تتطابق مع الطلب بحلول عام 2026، في تعديل ملحوظ لتوقعاتها السابقة التي كانت ترجح حدوث عجز في المعروض.
وأوضحت المنظمة أن هذا التغير يعود إلى الزيادة التدريجية في الإنتاج، بالتنسيق مع الدول الحليفة وعلى رأسها روسيا، والتي وافقت على إنهاء تخفيضات الإنتاج المتواصلة منذ عامين.
كما أبقت أوبك على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا في عام 2025، متوقعة استقرار مستويات الطلب خلال الأشهر المقبلة.