رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"وول ستريت جورنال": ترامب يضع نصب عينيه السلام في أوكرانيا بعد انتصاره في الشرق الأوسط

14-10-2025 | 13:20


ترامب

دار الهلال

رأت صحيفة /وول ستريت جورنال/ الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يضع نصب عينيه الآن السلام في أوكرانيا بعد الانتصار الذي حققه في الشرق الأوسط.

وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم، أن ترامب حقق انتصارا كبيرا في السياسة الخارجية في غزة بتوسطه في إطلاق سراح الرهائن وتأمين إنهاء القتال بين إسرائيل وحماس.

وقالت الصحيفة إن الأوروبيين يأملون الآن أن يكرر ترامب هذا النجاح في مواجهة مشكلة أخرى شائكة في السياسة الخارجية.

ويستضيف ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض يوم الجمعة المقبل، وفقا لمسؤولين مطلعين على الخطط، في أعقاب جولته الدبلوماسية الناجحة في الشرق الأوسط. وفي زيارته إلى المنطقة أمس، أشار ترامب إلى استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدا أنه، بينما كان يشيد بإنجازاته في صراع رئيسي، لا يزال يضع نصب عينيه حل صراع آخر.

وبحسب الصحيفة، يحذر مسؤولون أمريكيون وأوروبيون كبار من أن روسيا وأوكرانيا لن تغيرا استراتيجياتهما الحربية بعد نجاح ترامب الأولي في الشرق الأوسط. كما يشيرون إلى أن التوصل إلى اتفاق طويل الأجل لإحلال سلام دائم في غزة أمر بعيد المنال.

غير أن هؤلاء المسؤولين ما زالوا يأملون أن يتمكن الرئيس الأمريكي من استغلال زخم النصر الدبلوماسي، واستخلاص الدروس الصحيحة لإحياء الجهود الرامية إلى إعادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات.

وقال فريد فليتز، الذي كان مسؤولا رفيع المستوى في مجلس الأمن القومي خلال ولاية ترامب الأولى: "هذا يمنح ترامب نفوذا هائلا لحل صراعات كبرى أخرى. لقد أثبت الآن جدارته كحكم وصانع سلام فعال".

وقالت وول ستريت جورنال إن مسؤولين أوروبيين بارزين يرون أنه إذا كان بإمكان ترامب استخلاص أي درس من الاتفاق بين إسرائيل وحماس لتطبيقه على حرب أوكرانيا، فإن ذلك يتلخص في كلمة واحدة: الضغط.

وأوضحوا أنه بعد الغارة الجوية الإسرائيلية على عناصر حماس في الدوحة، ضغط ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقبول خطته للسلام المكونة من 20 نقطة، وأجبره على الاعتذار علنا لزعيم قطر. في غضون ذلك، كثفت دول المنطقة الضغط على حماس لقبول خطة السلام المقترحة. وحدث كل هذا بينما واصلت إسرائيل هجومها العسكري المتجدد على غزة رغم تصاعد الانتقادات الدولية لسلوكها في الحرب التي خلفت أكثر من 67 ألف قتيل فلسطيني، ولا يُميز هذا الرقم بين المدنيين والمقاتلين.

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب لم يُمارس نفس الضغط على بوتين بعد. وتأمل أوكرانيا وحلفاؤها في أوروبا أن يتغير هذا الوضع بعد أن رأى ترامب ثمار نجاحه كصانع صفقات في الشرق الأوسط، ومع تزايد نفاد صبره من روسيا، بعد أشهر من المفاوضات الفاشلة.

كما تضغط أوكرانيا على ترامب لتزويدها بصواريخ توماهوك كروز. وتُعد صواريخ توماهوك من أكثر الصواريخ دقة في الترسانة الأمريكية، ويبلغ مداها حوالي 1500 ميل، مما يسمح لكييف بضرب أهداف في موسكو بقوة تفوق بكثير ما تستطيع طائراتها المسيرة بعيدة المدى إطلاقه. وقد وافقت إدارة ترامب مؤخرا على تزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية لشن ضربات صاروخية بعيدة المدى على البنية التحتية للطاقة في روسيا.

ووفقا للصحيفة، يرى محللون أوروبيون في مجال الدفاع أن القوة العسكرية للكرملين تعني وجود حد للضغط الذي يمكن أن يستخدمه ترامب لجلب روسيا إلى طاولة المفاوضات.

ورجح المحللون أن يتفاوض ترامب على اتفاق لوقف إطلاق النار مباشرة مع بوتين، ثم يحاول الضغط على زيلينسكي لتوقيعه - وهو احتمال يخشي منه القادة الأوروبيون وحاولوا منعه.

وأوضحت الصحيفة أنه ثمة عامل آخر مُعقد في الحرب الروسية الأوكرانية لم يكن على ترامب التعامل معه في مساعيه لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، ألا وهو الصين، التي برزت كشريان حياة اقتصادي وسياسي رئيسي لروسيا.

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تحافظ على علاقات وثيقة مع قطر ومصر وتركيا - القوى الشرق أوسطية التي ساعدت في إتمام خطة السلام في غزة من خلال الضغط على حماس. ولا ينطبق الأمر نفسه على الصين، الخصم الجيوسياسي اللدود للولايات المتحدة، والقوة العظمى العالمية بحد ذاتها.

وأضافت أن ترامب هدد الصين بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% يوم الجمعة، في إطار خلاف حول ضوابط بكين على تصدير المعادن الأساسية، لكنه قد يلتقي بالرئيس الصيني شي جين بينج على هامش قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من هذا الشهر، رغم تصاعد التوترات.

وقال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون إن اعتماد روسيا المتزايد على الصين يعني أن بكين يمكن أن تلعب دورا مثمرا في إقناع بوتين بالتوصل إلى أي اتفاق سلام، إذا استطاع ترامب إقناعها بذلك.