معركة المنصورة الجوية.. ملحمة الصمود في سماء الدلتا
تحلّ اليوم ذكرى معركة المنصورة الجوية، إحدى الملاحم الخالدة في حرب أكتوبر 1973، والتي مثّلت واحدة من أطول وأعنف المواجهات في تاريخ الحروب الجوية، مثبتةً كفاءة وبسالة الطيارين والفنيين المصريين في التصدي لهجوم جوي واسع النطاق.
معركة المنصورة الجوية
في ظهيرة 14 أكتوبر 1973 نفّذت القوات الجوية الإسرائيلية هجومًا جويًا واسع النطاق على مطارات دلتا النيل بهدف تحييد قدرات الاعتراض المصرية.
خُصّصت للعملية ثلاثة أسراب فانتوم مع طائرات سكاي هوك ونيشر، بإجمالي تقديري بين 120 و160 طائرة.
كانت الخطة الإسرائيلية مبنية على ثلاث موجات: استدراج طائرات الاعتراض إلى خارج قواعدها، إسكات الدفاعات الجوية والرادارات، ثم تنفيذ الضربة الرئيسية على المطارات، مع تكليف أسراب بعينها باستهداف طنطا والمنصورة.
لحظة المواجهة
وفي الساعة الثالثة والربع من ذلك اليوم، رصدت الرادارات المصرية نحو 20 فانتوم متجهة جنوبًا عبر بورسعيد.
وعليه، أصدر قائد القوات الجوية، اللواء طيار حسني مبارك آنذاك، أوامر بإقلاع 16 ميج-21 من قاعدة المنصورة لتشكيل مظلة دفاعية دون الانجرار إلى مطاردة تُبعدها عن قواعدها.
وعند الساعة الثالثة والنصف، رُصدت موجة أعرض تضم نحو 60 طائرة قادمة من ثلاثة محاور (بورسعيد، دمياط، بلطيم)، لتصدر الأوامر المصرية ببدء الاعتراض باستخدام طائرات من منصات المنصورة وطنطا، بالإضافة إلى 16 طائرة تشكّل مظلة جوية.
أعقب ذلك رصد موجة ثانية من 16 طائرة على ارتفاع منخفض؛ فأقلعت 8 ميج من المنصورة و8 من أبو حماد، فاندلعت معركة جوية بالغة العنف؛ دار قتال جوّي متداخل بينما تمكنت بعض الفانتومات من قصف ممرات مطار المنصورة، فعمل الفنيون على إبعاد القنابل غير المنفجرة وإصلاح الممرات بسرعة لإعادة تجهيز المقاتلات.
وفي أواخر هذه الساعة، رُصدت موجة ثالثة من 60 طائرة قادمة من بورسعيد، وبالمقابل أقلعت طائرات من إنشاص واندمجت في الاشتباك فوق منطقتي دَخميس ودكرنس بالمحلة الكبرى.
وعند الساعة الرابعة وثمان دقائق، انسحبت آخر طائرة إسرائيلية، وهكذا استمرت المعركة نحو 53 دقيقة، وهو زمن استثنائي لمعارك جوية من هذا النوع.
نتيجة المعركة
تُظهر التقارير أن المعركة انتهت بنصر واضح للقوات الجوية المصرية: بين 17 و20 طائرة إسرائيلية أُسقطت، مقابل خسارة مصر نحو 5 طائرات.