الربط الكهربائي المصري السعودي.. جسر طاقة مشترك
انطلاقًا من كونها بوابة الربط الكهربائي الإقليمي والدولي، تواصل مصر جهودها لاستكمال مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية، الذي من شأنه تعزيز كفاءة منظومة الطاقة الوطنية والمساهمة في استقرار إمدادات الكهرباء داخل البلاد.
مشروع الربط الكهربائي
يهدف مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية إلى خلق جسر من الطاقة الكهربائية يربط بين البلدين الشقيقين، في إطار العمل على إنشاء شبكة كهربائية مُتكاملة تربط بين الدولتين، وما ينتج عنه من تبادل للطاقة الكهربائية بكفاءة ومرونة، تمهيدًا لإنشاء سوق عربية مشتركة للكهرباء.
المشروع، الذي تم توقيع عقوده في عام 2021، يهدف كذلك إلى استغلال الاختلاف في وقت حدوث ذروة الحمل بين شبكتي البلدين، لتعظيم الاستفادة من قدرات التوليد في مصر والسعودية، وخفض معدلات استهلاك الوقود، وتحقيق التشغيل الاقتصادي للشبكة.
ويُعد المشروع ربطًا بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة، ونواة لربط كهربائي بين قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا.
وحسب وزارة الكهرباء المصرية، يأتي ذلك انطلاقًا من رؤية واضحة وخطة متكاملة لرفع كفاءة منظومة الطاقة، وإيجاد حلول عاجلة ومستدامة لاستقرار الشبكة الموحدة وتحسين جودة الخدمة، بالإضافة إلى التوسع في الاعتماد على الطاقات المتجددة، ورفع كفاءة تشغيل محطات التوليد، وخفض استخدام الوقود.
ويُشار إلى أن هذا المشروع، الذي يمتد من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مرورًا بمدينة تبوك في السعودية، من المقرر تشغيله قبل نهاية العام الجاري، وهو بقدرة 3000 ميجاوات.
ويتكون المشروع من ثلاث محطات محولات ضخمة ذات جهد عالٍ؛ الأولى في شرق المدينة بالسعودية، والثانية في تبوك، والثالثة في مدينة بدر شرق القاهرة، ويربط بينها خطوط هوائية يصل طولها إلى نحو 1350 كيلومترًا، وكابلات بحرية، ويعمل على تنفيذ المشروع تحالف من ثلاث شركات عالمية.
ويزيد المشروع من اعتمادية وموثوقية الشبكات عن طريق تقليل حدوث التداعيات في حالات الفصل الاضطرارية، فضلًا عن العمل على حماية شبكات الدول المترابطة من مخاطر الإطفاء الكلي أو الجزئي، وكذلك تحقيق عائد اقتصادي، إلى جانب تبادل الخبرات الفنية من خلال التشغيل الفعلي واللجان المشتركة للتشغيل والتخطيط.
بوابة الربط الإقليمي والدولي
تُعد مصر بوابة الربط الكهربائي الإقليمي والدولي، وذلك من خلال الربط الكهربائي مع السودان، الذي وصلت قدرته إلى 80 ميجاوات عند بداية التشغيل عام 2020، وجارٍ استكمال المرحلة الثانية للوصول إلى قدرة 300 ميجاوات.
بالإضافة إلى ذلك، هناك خط الربط الكهربائي مع ليبيا، الذي يُجرى دراسة رفع قدرته إلى 2000 ميجاوات، بينما تصل قدرة خط الربط الكهربائي مع الأردن إلى 550 ميجاوات، وقد تم توقيع اتفاقية في مارس 2021 لتعزيز قدرته لتصل إلى 2000 ميجاوات.
كما تعمل مصر على استكمال مشروعات الربط مع السعودية واليونان وقبرص، ومشروع ربط مع العراق عبر الأردن.