ذكرى وفاة سعيد أبو بكر.. فنان ترك بصمة لا تنسى في عالم الفن
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان القدير سعيد أبو بكر، أحد أبرز الوجوه التي أثرت في تاريخ المسرح والسينما المصرية رغم أنه لم يكن من أصحاب البطولات المطلقة، فقد امتلك موهبة فريدة مكنته من ترك بصمة قوية في كل عمل شارك فيه، وجعلته واحدًا من أكثر الفنانين تميزًا في تجسيد الأدوار الثانوية التي لا تُنسى.
وُلد سعيد أبو بكر في طنطا عام 1913، وبدأ شغفه بالفن منذ الصغر من خلال المسرح المدرسي، قبل أن ينتقل إلى القاهرة وينضم إلى فرقة رمسيس التي أسسها يوسف وهبي. ورغم التحديات المادية التي واجهها في بداياته، حين لم يتجاوز أجره الشهري ثلاثة جنيهات، فإنه تمسك بحلمه الفني وعاد إلى القاهرة بعد فترة قصيرة من العمل كأمين مخازن في السويس.
كان التحاقه بـ المعهد العالي لفن التمثيل الذي أسسه زكي طليمات نقطة تحول كبرى في مسيرته، حيث تلقى تدريبًا احترافيًا في التمثيل والإخراج، مما صقل موهبته وفتح أمامه أبوابًا جديدة في عالم المسرح والسينما.
بدأ مشواره السينمائي بفيلم «يوم سعيد» عام 1940، وتوالت بعدها مشاركاته في العديد من الأعمال التي قدّم فيها شخصيات متنوعة تركت أثرًا كبيرًا لدى الجمهور، رغم أن أغلبها كان من الأدوار المساندة.
لم يقتصر عطاء سعيد أبو بكر على التمثيل فقط، بل امتد إلى الإخراج المسرحي، حيث قدم عددًا من المسرحيات الناجحة مثل «صندوق الدنيا» و«بابا عايز يتجوز»، إلى جانب مشاركته كممثل في أعمال مسرحية بارزة منها «البخيل» و«مسمار جحا».
على الصعيد الشخصي، عاش الفنان قصة حب شهيرة مع النجمة ماجدة الصباحي، وانتهت خطوبتهما بعد فترة قصيرة دون زواج، ليقرر بعدها عدم الارتباط مجددًا.
رحل سعيد أبو بكر عن عالمنا في 16 أكتوبر 1971 إثر أزمة قلبية حادة أثناء سفره إلى لندن لإجراء جراحة، بعدما تأخرت الطائرة في الهبوط بسبب الضباب. وبرحيله، فقد الوسط الفني أحد أهم وجوهه التي جمعت بين الموهبة والتواضع والالتزام، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا لا يُنسى.