تستضيف مصر الشهر المقبل، مؤتمرًا دوليًا لإعادة إعمار قطاع غزة والتعافي المبكر، وذلك في إطار جهود مصر لإنهاء الأزمة في القطاع بعد عامين من الحرب والإبادة الإسرائيلية، بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في مفاوضات شرم الشيخ، والتوقيع على اتفاق شرم الشيخ للسلام في قمة الاثنين الماضي، بمشاركة دولية واسعة.

مؤتمر إعادة إعمار غزة

ومن المقرر أن تستضيف مصر في النصف الثاني من شهر نوفمبر المُقبل، مؤتمرًا حول التعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في غزة، حيث أكدت وزارة الخارجية، أنه على ضوء ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أيام، فإن مصر تعكف حالياً على انجاز التحضيرات الخاصة بعقد مؤتمر القاهرة الدولي بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة وكافة شركاء السلام والتنمية في المنطقة والعالم بما في ذلك الدول المانحة والمنظمات الأممية والإقليمية والمؤسسات التمويلية الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وذلك بناء على الخطة العربية الإسلامية وخطة الرئيس ترامب، للبناء على الزخم المتولد من "قمة شرم الشيخ للسلام" والجهود المحورية التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضمان صمود وقف إطلاق النار في غزة والتأسيس لمرحلة جديدة يسودها السلام والاستقرار والرخاء لكافة شعوب المنطقة.

وأكد الدكتور بدر عبد العاطي، اعتزام مصر استضافة مؤتمر دولي بالتعاون مع الشركاء الدوليين للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، مشيرا إلى الدور الريادي الذي اضطلعت به مصر على صعيد نجاح المفاوضات بشأن اتفاق إنهاء الحرب في غزة، مشدداً على استمرار سعيها الحثيث من أجل تخفيف التداعيات الكارثية للحرب على قطاع غزة، وعملها على مضاعفة الجهد لنفاذ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ومساعدة الأشقاء الفلسطينيين على استعادة حياتهم الطبيعية، موجهاً الدعوة لكافة أعضاء المجتمع الدولي للإسهام بصورة ملموسة في جهود إحلال السلام في المنطقة، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق، وذلك من خلال تقديم الدعم السياسي والمالي لجهود إمداد المساعدات الإنسانية العاجلة للفلسطينيين في قطاع غزة من خلال منظمات ووكالات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى دعم خطط وجهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار في القطاع، والتي تعد مكوناً رئيسياً على صعيد استعادة السلم والاستقرار في قطاع غزة والمنطقة.

وأكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أن هذا المؤتمر يأتي في إطار حرص الدولة المصرية على البدء فورًا في خطوات إعادة إعمار غزة في أعقاب تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، مشددًا على التزام مصر بدورها في دعم الأشقاء الفلسطينيين وتحقيق الأمن والاستقرار بالقطاع.

خطة فلسطينية للتعافي المبكر

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، أن مؤتمر إعادة إعمار غزة الشهر المقبل في مصر يأتي في إطار بذل الجهود كافة لتعزيز الاستقرار واستعادة الخدمات المقدمة للفلسطينيين، مشيراً إلى أن إعادة إعمار القطاع يتوجب أن تكون بقيادة فلسطينية مدعومة بالعرب.

وأشار، في تصريحات له اليوم، أن الحكومة الفلسطينية تعد برنامجاً للتعافي لمدة 6 أشهر بتكلفة 30 مليار دولار في المرحلة الأولى من إعادة إعمار قطاع غزة".

تقديرات إعادة إعمار غزة

 وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن عملية إعادة إعمار القطاع قد تستغرق أكثر من 10 سنوات، بتكلفة قد تصل إلى 70 مليار دولار أمريكي، موضحًا أن الحرب الإسرائيلية على غزة أدت إلى تدمير أكثر من 60% من الوحدات السكنية بالقطاع، علاوة على تدمير 92% من الطرق، وشلل تام في البنية التحتية.

وأشار البرنامج، في تقرير له، أن كمية الركام والأنقاض في القطاع تزن حوالي 55 مليون طن، وتحتاج إلى نحو 1.2 مليار دولار لإزالتها قبل البدء في عملية إعادة الإعمال.