أكد محافظ بني سويف الدكتور محمد هاني غنيم، اليوم السبت، أن التصنيع الزراعي لم يعد خياراً تنموياً، بل أصبح ضرورة قومية لتعظيم الاستفادة من الموارد الزراعية وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة مضافة قادرة على المنافسة عالمياً، منوها إلى أن بني سويف تمتلك مقومات نسبية تؤهلها لتكون عاصمة النباتات الطبية والعطرية، حيث يعتمد أكثر من 50% من اقتصاد المحافظة على النشاط الزراعي.

جاء ذلك خلال افتتاح معرض النباتات الطبية والعطرية، والذي يضم نماذج من النباتات الطبية والعطرية والزيوت والعطور المستخلصة منها، وذلك ضمن فعاليات مهرجان النباتات الطبية والعطرية في دورته الرابعة، والذي تستضيفه المحافظة تحت شعار "بني سويف عاصمة النباتات الطبية والعطرية.. من مصر إلى العالم"، تحت رعاية رئاسة مجلس الوزراء، وبالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، ووزارة الزراعة، وبالتنسيق والتعاون مع المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، والعديد من شركاء النجاح العاملين في القطاع.

وأشار المحافظ، خلال الفعاليات، إلى أن بني سويف تُعد من أكبر قلاع الزراعة في مصر من حيث المساحة والتنوع وجودة منتجاتها، وهو ما مكّنها من الاستحواذ على 95% من صادرات الزيوت العطرية والطبية على مستوى الجمهورية، موضحا أن المحافظة وضعت استراتيجية شاملة للتصنيع الزراعي تستند إلى تقليص سلاسل الإمداد، وتوطين الصناعات التحويلية بالقرب من مناطق الإنتاج، مما يسهم في خفض التكاليف وزيادة القدرة التنافسية للصادرات المصرية.

ولفت إلى أن اختيار مدينة سمسطا ليُقام بها مجمع النباتات الطبية والعطرية، جاء بعد دراسات اقتصادية وجغرافية أكدت أنها الأنسب لتلاقي محافظات شمال الصعيد، لقربها من "محور الفشن" ومحطة القطار الكهربائي السريع التي تسهل الوصول إلى المواني، بما يجعلها مركزاً لوجستياً واستثمارياً يخدم حركة التجارة والتصدير.

وأضاف أنه تمت الموافقة على تخصيص 147 فداناً لإقامة مدينة صناعية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية ومنطقة استثمار سياحي مرتبطة بها، بهدف خلق نموذج صناعي متطور يعتمد على تكنولوجيات التصنيع والإنتاج، كما قدم عرضاً تفصيلياً للمشروعات التي بدأ تنفيذها بالفعل كمشروع تجفيف الطماطم الذي يعتمد على زراعة أكثر من 12 ألف فدان.

وتضمنت الفعاليات زراعة شجرة بإحدى مناطق الممشى، تحت عنوان " الشراكة بين الحكومة المصرية، وحكومات دول ألمانيا، هولندا، وسويسرا، لتطوير قطاع النباتات الطبية والعطرية، حيث عبر ممثلو تلك الدول والمنظمات الدولية عن شكرهم وتقديرهم لمحافظ بني سويف، على الاستضافة الكريمة وحفاوة الاستقبال، والجهد المميز من القائمين على تنظيم المؤتمر، بالتعاون مع الوزارات المعنية والشركاء من منظمات المجتمع المدني "محليا ودوليا "، التي تدعم جهود محافظات الصعيد في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

وشارك في المعرض العديد من العارضين والشركات والجهات والأجهزة التنفيذية والأكاديمية، منها: التكتل المصري للأعشاب والزيوت العطرية، معهد أبحاث النباتات الطبية والعطرية، الجمعية التعاونية الإنتاجية النسائية لتجفيف المحاصيل، مشروع تحديث نظم الري لصغار المزارعين، برنامج التمكين الاقتصادي للمرأة، برنامج الاتحاد الأوروبي للتنمية الريفية المتكاملة، جامعة النهضة، برنامج الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، الإدارة العامة للحاضنات الإلكترونية، البنك الزراعي، جهاز تنمية المشروعات، محافظة المنيا، بنك الطعام المصري، إدارة السياحة، مشروع تجارة الممول من الاتحاد الأوروبي.

وعلى صعيد متصل، أعلن القائم بأعمال رئيس جامعة بني سويف الدكتور طارق علي مشاركة الجامعة بشكل مُميز في فعاليات المهرجان، موضحا أن معهد أبحاث النباتات الطبية والعطرية شارك بجناح خاص استعرض فيه عدداً من المشاريع البحثية الرائدة التي يعمل عليها باحثو المعهد، والتي تهدف إلى تطوير استخدامات النباتات الطبية في مجالات متعددة.

كما ضم جناح المعهد نماذج من منتجاته البحثية، من بينها مستحضرات تجميل طبيعية مُستخلصة من النباتات، بالإضافة إلى عرض إنتاجية الصوب الزراعية التابعة للمعهد، والتي تعكس جهود الجامعة في دعم الزراعة المستدامة والبحث العلمي التطبيقي، بالإضافة إلى مشاركة كليتي الصيدلة والزراعة.

كما شارك مُنتخب جوالة الجامعة بعرض فني متنوع، شمل لوحات تشكيلية وملصقات تعبيرية وأشغال يدوية تعكس روح الإبداع لدى طلاب الجامعة، انطلاقاً من حرص الجامعة على دمج البحث العلمي بالفن والثقافة، وتعزيز دورها في خدمة المجتمع وتنمية قدرات طلابها في مختلف المجالات.