تحتفل الفنانة صفية العمري اليوم بعيد ميلادها، وهي إحدى النجمات اللواتي تركن بصمة لا تُنسى في تاريخ الدراما والسينما المصرية، ومسيرتها الممتدة لعقود شهدت نجاحات مدوّية، وأدوارًا صارت علامات خالدة في ذاكرة المشاهد، لكنها أيضًا حملت في طياتها تحديات لم تكن سهلة.

من كلية التجارة إلى عالم الفن

لم يكن طريق صفية العمري إلى الشهرة مرسومًا مسبقًا، فقد تخرجت في كلية التجارة وكانت شغوفة بالموسيقى والرسم، وتقدّمت في بدايتها إلى مسابقة المذيعين بالتلفزيون المصري ونجحت، إلا أن القدر كان يُخبّئ لها طريقًا آخر، حيث اكتشفها المنتج رمسيس نجيب فنيًا، وقدمها لأول مرة في السينما من خلال فيلم "العذاب فوق شفاه تبتسم"، لتبدأ بعدها رحلة فنية ثرية بالنجاحات.

محطات بارزة في السينما والدراما

قدّمت صفية العمري مجموعة من أبرز الأفلام في تاريخ السينما المصرية مثل:“البيه البواب”، “ليل وخونة”، “المصير”، “المهاجر”، “المواطن مصري”، “الحرافيش”، و“أبدًا لن أعود”.

أما في الدراما التلفزيونية، فقد تألقت في مسلسلات خالدة مثل “أحلام الفتى الطائر”، “الأيام”، “هوانم جاردن سيتي”، “أوبرا عايدة”، “الأصدقاء”، و“عفاريت السيالة”.

نازك السلحدار.. الدور الذي صنع المجد وأغلق الأبواب

تُعد شخصية نازك السلحدار في مسلسل ليالي الحلمية علامة فارقة في مشوارها، حيث نالت من خلالها لقب هانم الدراما المصرية، إلا أن النجاح الكبير لهذا الدور انقلب عليها، بعدما حصرها المنتجون في قالب “السيدة الأرستقراطية” فابتعدت لفترة عن الساحة الفنية لتتجنب تكرار الأدوار ذاتها.

ورغم ذلك، رأى فيها المخرج يوسف شاهين جانبًا مختلفًا، فقدمها بصورة مغايرة تمامًا في فيلمي “المهاجر” و“المصير”.

إشاعة مؤلمة عطّلت مسيرتها

تحدثت صفية العمري في لقاء تلفزيوني عن الإشاعة التي لاحقتها لسنوات، إذ رُوّج بأنها أصيبت بتشوّه في الوجه وأجرت عمليات تجميل، وكشفت أن الحقيقة كانت إصابتها بـ"العصب السابع" في أثناء تصوير فيلم "صاحب الإدارة بواب العمارة"، ما أدى إلى ارتخاء مؤقت في الوجه والعين.

قالت العمري: "دي الإشاعة اللي دمرتني سنين طويلة... ما عملتش عمليات تجميل ولا اتشوهت، لكن الناس صدقت العكس وده أثّر على شغلي كتير".

رغم ما واجهته من صعوبات وشائعات، تبقى صفية العمري إحدى أيقونات الفن المصري، صاحبة حضور مميز وأداء راقٍ يجمع بين القوة والأنوثة، بين الصمود والرقي الفني.