تحل اليوم الاحد، 26 أكتوبر، ذكرى ميلاد الإعلامي الكبير وائل الإبراشي، أحد أبرز الوجوه الصحفية والإعلامية في مصر والعالم العربي، الذي ترك بصمة قوية في مجال التحقيقات الصحفية والبرامج الحوارية الجريئة، ورغم مرور سنوات على رحيله، لا يزال اسمه محفورًا في ذاكرة جمهوره لما قدمه من تأثير مهني وإنساني كبير.

ولد وائل الإبراشي في مثل هذا اليوم من عام 1963، ليبدأ مشوارًا مهنيًا حافلًا بالنجاح، استطاع خلاله أن يصبح من أبرز الصحفيين الذين لمع اسمهم بعد سلسلة من التحقيقات الصحفية الجريئة، قبل أن ينتقل إلى عالم البرامج التليفزيونية ليحجز لنفسه مكانة خاصة بين مقدمي البرامج الحوارية في مصر.

قدم الإبراشي مئات الحوارات مع مسؤولين وشخصيات عامة ونجوم من مختلف المجالات، عُرف خلالها بجرأته في الطرح وحرصه على مناقشة القضايا التي تمس المواطن المصري بشكل مباشر.

في لقاء تلفزيوني قديم مع الإعلامي عمرو الليثي، تحدث الإبراشي عن إحساسه الدائم بقصر عمره، مشيرًا إلى أنه كان يفضل العمل ليلًا لأن الصباح يحمل ضجيجًا وصخبًا لا يريحه. وقال: "أنا بخاف من المجهول أكتر من المرض، وعندي إحساس دايم إن في مصايب وكوارث ممكن تحصل، خصوصًا بعد وفاة أختي في حادث سقوط عربيتها بالمياه وهي جاية من الدقهلية للقاهرة، وكنت مستنيها، والموقف ده غيّر فيّ كتير وخلاني مش بحب أسوق خالص."

وعلى الرغم من مسيرته المليئة بالإنجازات، كانت إصابته بفيروس كورونا في ديسمبر 2020 نقطة تحول مأساوية في حياته، إذ عانى من مضاعفات المرض لفترة طويلة أدت إلى تدهور حالته الصحية وإصابته بتليف كبدي. كتب حينها عبر صفحته على فيسبوك: "كورونا التهمت جزء كبير من الرئتين ولم تترك لي إلا مساحات صغيرة للتنفس.. حالتي تتحسن لكني أحتاج إلى دعواتكم."

لكن حالته الصحية ما لبثت أن تدهورت مجددًا، حتى دخل العناية المركزة لفترة طويلة. وبعد خروجه وعودته إلى منزله، ظل يعاني من مضاعفات شديدة بالرئة والتنفس، لتتوقف مسيرته في يناير 2022، عن عمر ناهز 58 عاما، تاركا وراءه إرثا إعلاميا كبيرا وحبا صادقا في قلوب جمهوره.