قوافل "زاد العزة".. جسر مصري لا ينقطع لدعم غزة
                    
                    لا تتوقف مصر عن مدّ يد العون للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، إذ تواصل، منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين، تقديم الدعم الإنساني المتواصل الذي لم ينقطع يومًا، ومع عودة الهدوء النسبي إلى القطاع، كثفت القاهرة جهودها لإدخال المساعدات، تأكيدًا لدورها الثابت في مساندة الشعب الفلسطيني، ومساهمةً في تثبيتهم على أرضهم رغم ما شهدوه من قتل ودمار.
وفي سياق استمرار هذا الدعم، أعلن الهلال الأحمر المصري، اليوم الأحد، أن قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة" رقم 58، بدأت دخولها إلى قطاع غزة، حاملةً 423 شاحنة من المساعدات الإنسانية العاجلة، في إطار جهوده المتواصلة كآلية وطنية لتنسيق وإيصال الدعم الإغاثي إلى القطاع.
وتعد قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة"، التي أطلقها الهلال الأحمر المصري في 27 يوليو الماضي، امتدادًا لجسور المساعدات المتواصلة، إذ تحمل آلاف الأطنان من الإمدادات التي تنوعت بين مواد غذائية، دقيق، ألبان أطفال، مستلزمات طبية وعلاجية، أدوات عناية شخصية، وأطنان من الوقود، دعمًا لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة تداعيات العدوان.
وتشير التقديرات إلى أن مصر قدّمت أكثر من 70 بالمائة من إجمالي المساعدات الإنسانية الموجهة إلى القطاع منذ اندلاع العدوان في أكتوبر 2023، من خلال سلاسل القوافل البرية عبر معبر رفح وكرم أبو سالم، إلى جانب عمليات الإنزال الجوي التي نفذتها القوات المسلحة المصرية في مناطق مختلفة داخل غزة.
وأكد سياسيون، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن استمرار الدعم الإنساني المصري للأشقاء في قطاع غزة يجسد الدور التاريخي والإنساني لمصر في مساندة الشعب الفلسطيني.
تجسيد للدور الإنساني
وإلى ذلك، قال الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن استمرار تدفق المساعدات المصرية إلى قطاع غزة، ضمن مبادرة "زاد العزة" التي أطلقتها الدولة بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، يجسد الدور الإنساني والتاريخي لمصر في دعم الشعب الفلسطيني، رغم كل العراقيل التي تفرضها سلطات الاحتلال لمنع وصول الإغاثة.
وأوضح عبد العزيز، في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن ما تقوم به مصر ليس مجرد عمل إغاثي مؤقت، بل التزام وطني وعربي وأخلاقي يعكس إدراك القاهرة العميق لمعاناة الفلسطينيين وحرصها على صون كرامتهم وحقهم في الحياة، مشيرًا إلى أن القوافل المصرية لم تتوقف يومًا رغم المخاطر والتعقيدات الميدانية، ما يعكس شجاعة الموقف المصري وصلابته في مواجهة الضغوط.
وأشار رئيس الحزب إلى أن مبادرة "زاد العزة" تعد نموذجًا متكاملًا في التضامن الإنساني، إذ جمعت بين جهود الدولة ومؤسساتها الرسمية، والمجتمع المدني، والهلال الأحمر المصري، لتأمين الغذاء والدواء والمستلزمات الحيوية للقطاع، في وقت تحاول فيه إسرائيل فرض حصار شامل يضاعف المأساة.
وأكد عبد العزيز أن الموقف المصري يثبت مرة أخرى أن القاهرة لا تتعامل مع القضية الفلسطينية بمنطق المساندة من الخارج، بل من موقع الشريك في المصير، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم الجهود المصرية وممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل لوقف عرقلتها للمساعدات الإنسانية وفتح المعابر بشكل دائم.
واختتم رئيس حزب الإصلاح والنهضة تصريحه بالتأكيد على أن مبادرة "زاد العزة" تعكس جوهر السياسة المصرية التي تجمع بين البعد السياسي والأمني والإنساني، مشيرًا إلى أن التاريخ سيسجل لمصر وقوفها في الصف الأول دفاعًا عن الإنسان الفلسطيني، في وقت اختار فيه كثيرون الصمت أو الحسابات الضيقة.
امتداد للدعم
ومن جانبه، أكد حسن ترك، رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، أن مصر، منذ اللحظة الأولى لاندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حرصت على تقديم الدعم الإنساني للأشقاء الفلسطينيين، وهو دعم متواصل حتى اليوم.
وأوضح ترك، في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن قافلة "زاد العزة" التي تتدفق حاليًا من معبر رفح إلى قطاع غزة، ليست إلا امتدادًا لسلسلة الدعم المصري، التي جاءت من رؤية ثاقبة للدولة المصرية، أفشلت بها أي محاولات لتهجير الفلسطينيين طوعًا أو قسرًا عبر سياسة التجويع.
وأضاف أن المساعدات المصرية أغلقت باب التهجير، وساهمت في تثبيت الفلسطينيين على أرضهم، رغم ما تعرض له القطاع من قصف وتدمير، مؤكدًا أن المساعدات لم تتوقف يومًا، ومعبر رفح ظل مفتوحًا دائمًا، وحين منعت إسرائيل إدخالها لجأت مصر إلى إسقاطها جوًا.
وأشار رئيس الحزب إلى أن التقديرات تؤكد أن مصر قدمت نحو 70% من إجمالي المساعدات الموجهة إلى غزة، وتنوعت بين الدعم الطبي والغذائي، وهو ما يعكس حجم ما قدمته الدولة المصرية من عون حقيقي للفلسطينيين.
وشدد ترك على أن الدعم المصري كان له بالغ الأثر في تثبيت صمود الشعب الفلسطيني رغم ويلات الحرب، مؤكدًا أن مصر تواصل اليوم جهودها للقضاء على مظاهر الجوع داخل القطاع من خلال قوافل "زاد العزة".
واختتم رئيس الحزب تصريحاته قائلًا: "الدعم المصري لم يتوقف عند الجانب الإنساني فقط، بل امتد إلى المسارات الدبلوماسية والصحية وجهود إعادة الإعمار، وهذا أمر طبيعي من دولة كانت ولا تزال المظلة الكبرى والحاضنة الأولى للشعب الفلسطيني".