تشهد شواطئ العاصمة العمانية مسقط ظاهرة طبيعية فريدة تحصد اهتمامًا كبيرًا من الزوار الذين يتوافدون لمتابعة ما يعرف باسم «التلألؤ البيولوجي» أو «الدموع الزرقاء».
وفي الظاهرة النادرة، تضئ الكائنات البحرية لتحول الشواطئ للون الأزرق البراق ليلًا، بينما يزداد جمال هذه الظاهرة عند اضطراب المياه كحركة الأمواج أو السباحة مما يجعل البحر يبدو كأنه مرصع بالنجوم، ويعود سبب ظهور الكائنات المتلألئة بيولوجيًّا تفاعل كيميائي يحدث في أجسامها؛ حيث لا تحتاج العملية إلى الحرارة، كما لا تؤدي إلى انبعاثها، ولذلك يكون المنتج ضوءًا باردًا حيث تعيش هذه الكائنات في بيئات مختلفة عبر الكرة الأرضية، من أعماق البحار إلى اليابسة.
وتنتج الكائنات المتلألئة بيولوجيًّا الضوء من خلال تفاعل كيميائي يعرف بالتوهج الكيميائي، ويحدث بين نوعين من المواد وهي «اللوسيفرين» وهو المادة المنتجة للضوء و«اللوسيفراز» وهو الإنزيم المحفز للتفاعل؛ حيث تقوم مواد كيميائية مختلفة بالدورين. واللوسيفرين بروتين ضوئي يحتاج إلى أيون مشحون من أجل تنشيط التفاعل الذي ينتج الضوء، في حين يساعد اللوسيفراز المحفز على تسريع التفاعل.
وعادة ما يحتاج التفاعل إلى مواد أخرى مثل الأكسجين؛ حيث يكون الجزيء عالي الطاقة الذي ينتجه التفاعل هو المتسبب في إطلاق الطاقة في صورة الضوء. وتستخدم الأنواع المختلفة أشكالًا متنوعة من تلك العملية؛ حيث تستخدم قدراتها على الإضاءة عن طريق تنظيم كيميائيتها والعمليات المخية.
ويعود سبب إضاءة هذه الكائنات لعدة عوامل حيث تستخدمها بعض الكائنات لجذب الأزواج، في حين تستخدمها كائنات أخرى للدفاع عن النفس؛ حيث تتيح لها الهرب، أو لتحذير المعتدين من كونها سامة بينما تستخدمها كائنات أخرى لجذب الفرائس، في حين تضيء بعض الكائنات لأسباب لم تكتشف بعد.