في مثل هذا اليوم قبل 52 عامًا، غاب عن عالمنا عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، الذي رحل في 28 أكتوبر 1973 عن عمر 84 عامًا، وبرحيله انطوت صفحة جسد، لكن بقي فكره حاضرًا في وجدان القراء والمثقفين.

فقد كان رمزًا للتنوير وحارسًا للعقل العربي الحديث، وواحدًا من أبرز من غيّروا شكل الأدب والثقافة الحديثة في مصر والعالم العربي. لم يقتصر أثره على الكتب والدراسات والروايات التي هزّت ركود الفكر الأدبي، بل امتد تأثيره أيضًا إلى الدراما والسينما، فصارت بعض أعماله نصوصًا خالدة على الشاشة.

يُعد فيلم «دعاء الكروان» أحد أشهر الأعمال المأخوذة عن روايات طه حسين، وهو مقتبس عن الرواية التي تحمل الاسم ذاته. قُدم العمل إلى السينما عام 1959 ببطولة فاتن حمامة وأحمد مظهر، وإخراج هنري بركات. وقد لاقى الفيلم تقديرًا كبيرًا، خصوصًا مع ظهور صوت طه حسين في ختامه، ما منح العمل صلة روحية بصاحبه.

يحكي الفيلم قصة «آمنة»، الفتاة التي تنقلب حياتها بعد مقتل شقيقتها «هنادي» على يد خالهما بحجة الدفاع عن «الشرف»، عقب وقوعها في حب مهندس الري الذي يعتدي عليها. تنطلق آمنة في رحلة مقاومة وثأر، تكشف زيف بعض القيم وقسوة المجتمع، لتتحول الرواية والفيلم معًا إلى أحد أهم الأعمال في تاريخ السينما المصرية، محتلاً المركز السادس ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما.

ومن بين النصوص التي انتقلت من صفحات طه حسين إلى السينما أيضًا، رواية «الوعد الحق» التي ظهرت سينمائيًا عام 1951 تحت عنوان «ظهور الإسلام». كتب طه حسين القصة والحوار بنفسه، وشارك في بطولته عماد حمدي وتوفيق الدقن، وشهد العمل الظهور السينمائي الأول للفنان أحمد مظهر في دور «أبو جهل». تناول الفيلم حياة العرب قبل بزوغ الدعوة الإسلامية في إطار درامي تاريخي.

أما مسلسل «الأيام» فهو التجسيد الدرامي الأشهر لسيرة طه حسين، والاقتباس التلفزيوني لروايته الذاتية التي حملت الاسم نفسه. جاء العمل في 13 حلقة جسدت محطات حياته منذ الطفولة، مرورًا بمعاركه مع الظلام والجهل، وصولًا إلى مكانته الأدبية الرفيعة. شارك في بطولته أحمد زكي ويحيى شاهين وأمينة رزق وحمدي غيث ومحمود المليجي وصفية العمري، ومن تأليف أمينة الصاوي وأنور أحمد، وإخراج يحيى العلمي، وعُرض عام 1979.