في الساعات الأخيرة من مساء أمس الإثنين، وبينما كانت العاصمة المصرية القاهرة يستعد شعبها الأصيل للنوم، كان هناك رجل واحد لا يعرف معنى الراحة، خرج الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، من اجتماعات الحكومة المتواصلة، ليتوجه مباشرة إلى موعد مع التاريخ، وانطلاق الحلم، استعدادًا لافتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من ونوفمبر هذا الحدث الجلل والعظيم .
جولة بطعم الترقب
حرص «مدبولي» على التوجه مساء اليوم عقب انتهاء اجتماعات المجلس لتفقد الترتيبات والتجهيزات النهائية للاحتفالية الكبرى التي سيتم إقامتها يوم السبت الأول من نوفمبر، ورافقه الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، ومحمد السعدي، المشرف العام على حفل افتتاح المتحف المصري الكبير.
ولم تكن هذه جولة رئيس الوزراء عادية، لكنها كانت لحظة فارقة في رحلة حلم بدأ منذ أكثر من عقدين، و رئيس الوزراء الذي يدرك أن العالم كله يترقب هذا الحدث، وذهب ي بنفسه كيف يبدو المتحف تحت الأضواء، كيف ستستقبل مصر ضيوفها، وكيف سيظهر هذا الصرح العالمي أمام عيون الملايين.
من ميدان الرماية إلى قلب الحضارة
شملت الجولة تفقد ميدان الرماية وطريق الإسكندرية الصحراوي ومحيط مطار سفنكس ومحيط وداخل المتحف المصري الكبير، لمتابعة أعمال الرصف والتجميل والتنسيق العام، لم يترك «مدبولي» تفصيلة صغيرة دون فحص، من الشوارع المحيطة إلى أدق التفاصيل داخل المتحف.
تطوير الطرق والمحاور المؤدية إلى المتحف المصري الكبير
اطلع رئيس مجلس الوزراء على موقف الاستعدادات النهائية والتجهيزات الخاصة برفع كفاءة وتحسين الرؤية البصرية، وتطوير الطرق والمحاور المؤدية إلى المتحف المصري الكبير، كما اطمأن على نظم الإضاءة الليلية، والتحضيرات التي تجرى حاليًا لبروفات الفقرات الفنية والاستعراضية ضمن فعاليات الاحتفالية
مدبولي يوجه رسالة واضحة: لن نقبل إلا بالكمال
في تصريحات حاسمة خلال الجولة، أوضح «مدبولي » أن هناك توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي باستمرار التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية لضمان تنظيم حفل افتتاح يليق بمكانة مصر، ويعكس ريادتها في مجال المتاحف والثقافة العالمية، ويسهم في تعزيز الترويج السياحي للبلاد
وأضاف « مدبولي» أن هذه الاحتفالية تعكس عظمة هذا الصرح العالمي، وتجسد حجم الإنجاز والتطور الذي تشهده الدولة المصرية في مختلف المجالات، بما يتناسب مع مكانتها الحضارية أمام العالم
البهجة تعم الشوارع
ما لاحظه رئيس الوزراء خلال جولته كان مبهرًا. أكد المسؤولون أنه تم العمل على تهيئة المناخ العام للاحتفالية، من خلال رفع كفاءة الطرق والمحاور والمناطق المحيطة بالمتحف، وتجميل الميادين، وتكثيف أعمال النظافة والتشجير والإضاءة بما يعكس أجواء البهجة والترحيب بضيوف مصر من مختلف دول العالم
داخل المتحف.. التفاصيل الأخيرة
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي التجهيزات الجارية داخل المتحف المصري الكبير وقاعات العرض المختلفة، وتابع«مدبولي» التجهيزات الخاصة باستقبال الوفود الرسمية والدولية المقرر مشاركتها في فعاليات الافتتاح المرتقب
وفي هذه اللحظات، كان واضحًا أن مصر تستعد لاستضافة حدث عالمي لن يتكرر في عمر الأجيال، سيتوافد عدد كبير من رؤساء وقادة ورؤساء حكومات دول عديدة، وستشارك العديد من الوفود الأجنبية، وكبار الشخصيات البارزة، ونخبة من كبار المسؤولين حول العالم
توجيهات حاسمة قبل ساعة الصفر
في ختام جولته وجه رئيس الوزراء بضرورة إتمام جميع الاستعدادات والترتيبات النهائية الخاصة بحفل الافتتاح، والتأكد من جاهزية مختلف الإجراءات والجوانب التنظيمية واللوجستية الخاصة بهذا الحدث المرتقب
«حدث جبار».. منهم عرو أديب هكذا وصفه الإعلاميون
وقال الإعلامي عمرو أديب إننا بصدد حدث جبار وعظيم وهذا الأمر تقف وراءه كل الدولة المصرية والشعب المصري، مشيرًا إلى أن هذا الأمر جلل وهام لا يتكرر في عمر الشعوب كثيرًا، وأن العمل على قدم وساق حتى ساعة الصفر يوم السبت الأول من نوفمبر
العد التنازلي بدأ .. لانطلاق الحدث العظيم
تستعد مصر لاستقبال أنظار العالم مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، المقرر يوم السبت 1 نوفمبر 2025، ضمن احتفالية ضخمة تمتد لثلاثة أيام متتالية، ومن المتوقع أن يفتح المتحف أبوابه للجمهور اعتبارًا من 4 نوفمبر.
الجولة الليلية لرئيس الوزراء تجاوزت التفتيش الروتيني، وكانت كانت رسالة قوية:« مصر لن تقبل بأقل من الكمال عندما يتعلق الأمر بتقديم إرثها الحضاري للعالم، وفي ليلة لن ينساها التاريخ، كان «مدبولي» الشاهد الأخير قبل أن يشهد العالم أجمع ميلاد أعظم متحف أثري على وجه الأرض.