من قلب التاريخ إلى صرح المستقبل.. عرض كنوز الملك الذهبي «توت غنخ آمون» بالمتحف الكبير
مع اقتراب الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، هذه الأيقونة فريدة في الحضارة المصرية العريقة والخالدة، ستتجه أنظار العالم في الأول من نوفمبر لبلادنا، التي تشهد ولادة عهدٍ جديد من العرض المتحفي، والذي يستكمل رحلة الهُوِيَّة المصرية الفريدة التي تُروى بكل فخر، والحضارة تُعرض بكل أناقة، والمجد يُعاد بعناية تليق بعظمة الأجداد.
وعلى مرمى حجر من أهرامات الجيزة الخالدة، يقف المتحف المصري الكبير كتحفة معمارية ناطقة، يجسّد ثقافة وهويتنا في الماضي العريق، ويرسم ملامح مستقبلها الثقافي أمام العالم بأسره، و كصرح لا يُشبه سواه، يجمع المتحف بين عظمة القدماء المصريين، وذكاء الحاضر، ورؤية الغد، هناك حيث تتلاقى آلاف السنين في لحظة، وسيقف الزائر بعد أيام أمام كنوزٍ الملك الذهبي «توت غنخ آمون»، التي خُلّدت في الوجدان الإنساني منذ فجر الحضارة، ليكون «توت غنخ آمون» ضيفًا مهيبًا تتلألأ القطع الأثرية التي تنبض بسحر الحضارة المصرية القديمة، تعبر الكنوز الزمن والمكان لتستقر أخيرًا في موطنها الأبدي.. أرض التاريخ والحضارة.
163 قطعة أثرية نادرة
فيمراحل الاستعدادات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير، وصلت 163 قطعة أثرية نادرة من كنوز الملك «توت عنخ آمون» إلى مقر المتحف، قادمة من المتحف المصري بالتحرير، وذلك ضن خطة شاملة لعرض المجموعة الكاملة للملك الشاب لأول مرة في مكان واحد.
وتُعد هذه المجموعة من أبرز الكنوز الملكية في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث تم نقلها وفق أعلى المعايير الدولية من حيث التوثيق، والتغليف، والسلامة الأثرية، و أُجريت عمليات فحص دقيقة وتقارير حالة تفصيلية لكل قطعة قبل النقل، لضمان الحفاظ عليها أثناء الرحلة، تمهيدًا لعرضها داخل القاعات المخصصة لها ضمن سيناريو عرض متكامل، وفق خطط وزارة السياحة والآثار المصرية.
القطع الأثرية لكنز الملك الذهبي
ومن القطع التي تم نقلها: كرسي الاحتفالات الشهير الذي عُثر عليه في الممر المؤدي إلى المقبرة، والمقصورة الخشبية المذهبة الخاصة بالأواني الكانوبية، إلى جانب مجموعة مذهلة من الحلي والمجوهرات المصنوعة من الذهب والعقيق
كرسي الاحتفالات.. تحفة فنية نادرة
كرسي الاحتفالات يمثل تحفة فنية نادرة من عصر الدولة الحديثة، يتميز بتطعيمه بالعاج والأبنوس والفيانس والذهب، ويظهر في منتصفه قرص الشمس تعلوه الإلهة «نخبت» وهي تبسط جناحيها، بينما يزدان مسند القدمين بزخارف دقيقة ورقائق ذهبية تُجسد أعداء مصر التسعة.
ومن كنوز الملك توت عنخ آمون المقصورة الخشبية المذهبة الخاصة بالأواني الكانوبية، إلى جانب مجموعة رائعة من الحُلي والمجوهرات المصنوعة من الذهب والعقيق، التي تعكس ذوقًا ملكيًا راقيًا وعمقًا رمزيًا متجذرًا في العقيدة المصرية القديمة.
انتقال رمزي لحكاية شاب فرعوني
يُعد هذا النقل لكنوز الملك«توت عنخ آمون» خطوة محورية نحو اكتمال عرض كنوز الملك، بما يليق بمكانته التاريخية، وبما يعزز من مكانة المتحف المصري الكبير كأكبر صرح حضاري مخصص لعرض آثار الحضارة المصرية القديمة.
وهذه الخطوة تمثل انتقال رمزي لحكاية شاب فرعوني خلدته الأسطورة، إلى قلب أكبر متحف أثري في العالم، حيث تلتقي الحضارة بالمستقبل، ويُكتب المجد من جديد.
