قال محلل سوق المال، الدكتور أحمد معطي، إن التراجع الأخير في أسعار الذهب لا يعد خسارة كما يعتقد البعض، بل هو تصحيح طبيعي وصحي للغاية لاستكمال الاتجاه الصاعد للمعدن النفيس خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن الذهب ارتفع منذ بداية العام بنحو 60%، بينما التراجع الأخير لا يتجاوز 10% فقط، وهو ما يعد تحركًا طبيعيًا في إطار دورة الصعود الطويلة.

وأكد «معطي» في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن الذهب يظل أداة ادخار طويلة الأجل وليس مجالًا للمضاربة قصيرة الأجل، مشددًا على ضرورة أن يتفهم المستثمرون هذا المفهوم وألا يصيبهم القلق عند حدوث أي تراجعات مؤقتة في الأسعار، لأنها غالبًا تكون فرصًا مناسبة للشراء لمن لم يلحق بالموجة السابقة من الارتفاع.

وأوضح أن حركة الذهب عالميًا لم تعد تتأثر فقط بقرارات الفيدرالي الأمريكي، بل أصبحت مرتبطة بشكل كبير بـ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتحركاته الاقتصادية والسياسية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع الصين. 

وأشار إلى أن تحسن العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين كان أحد الأسباب وراء موجة التراجع الأخيرة في أسعار الذهب، بعد أن كانت حرب المعادن النادرة والرسوم الجمركية سببًا رئيسيًا في صعوده طوال العام الجاري.

وأضاف «معطي» أن الأسواق تترقب قرار الفيدرالي الأمريكي المرتقب بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما قد يدعم عودة الذهب للارتفاع مجددًا على المدى المتوسط، مؤكدًا أن الذهب سيواصل اتجاهه الصاعد مهما شهد من تراجعات مؤقتة، وأن الأهم هو اختيار التوقيت المناسب للدخول وليس القلق من التصحيح.

كما نصح المستثمرين بعدم ضخ أموالهم بالكامل في الشراء مرة واحدة، بل الشراء التدريجي على مستويات سعرية مختلفة لتحقيق متوسط سعر مناسب، مشيرًا إلى أن البنوك والمؤسسات العالمية الكبرى مثل بنك "جي بي مورجان" بدأت بالفعل في تغيير استراتيجيتها الاستثمارية لتشمل الذهب ضمن محافظها بعد ارتفاعه الملحوظ مؤخرًا.

وأكد أن التنويع في الاستثمار هو الأساس، وأن من يمتلك 100 ألف جنيه مثلًا لا يجب أن يوجه أكثر من 20 إلى 30 ألف جنيه منها إلى الذهب، موزعة على فترات مختلفة، معتبرًا أن هذا الأسلوب هو الأكثر أمانًا وفعالية لتحقيق العائد الأمثل على المدى الطويل.

والجدير بالذكر أن سعر جرام الذهب عيار 21 وصل إلى أعلى نقطة الأسبوع الماضي مسجلا 5800 جنيها، فيما وصل اليوم إلى مستوى الـ 5270 جنيها، مسجلا تراجع بنحو 530 جنيها أي بنسبة 9.14%، فيما وصل السعر العالمي إلى 3928 دولار للأوقية.