أسعار الذهب تنخفض.. فهل حان وقت الشراء؟ خبراء يجيبون| خاص
شهدت أسعار الذهب خلال الأيام الماضية تراجعًا ملحوظًا، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، ما أثار حالة من الجدل بين المستثمرين والمواطنين حول أسباب هذا الهبوط ومدى استمراره خلال الفترة المقبلة، إلا أن محللي أسواق المال أكدوا أن هذا الانخفاض يعد تصحيحًا طبيعيًا وصحيًا في مسار الصعود الطويل للمعدن النفيس، وليس مؤشرًا على خسارة أو انهيار في السوق كما يعتقد البعض.
وأكد الخبراء أن هذه المستويات السعرية تمثل فرصة مناسبة للشراء التدريجي قبل استئناف الصعود المحتمل مع نهاية الربع الأخير من العام الجاري، مدعومًا بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية وتزايد الطلب على الذهب في موسم الأعياد.
يرى محللو أسواق المال أن الهبوط الحالي في أسعار الذهب ليس نهاية للمكاسب بل بداية دورة صعود جديدة، مشيرين إلى أن التصحيحات السعرية ضرورية لتكوين مراكز قوية قبل الارتفاع القادم، وأن الذهب سيظل دائمًا أحد أهم أدوات التحوط والاستثمار الآمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي عالميًا.
هبوط الذهب لا يعني الخسارة بل تصحيح طبيعي
وقال محلل سوق المال، الدكتور أحمد معطي، إن التراجع الأخير في أسعار الذهب لا يعد خسارة كما يظن البعض، بل هو تصحيح طبيعي لاستكمال الاتجاه الصاعد، موضحًا أن الذهب ارتفع منذ بداية العام بنحو 60%، بينما لم يتجاوز التراجع الأخير 10% فقط، وهو معدل منطقي في سياق حركة الأسواق العالمية.
وأضاف في تصريحاته لـ"دار الهلال"، أن الذهب يظل أداة ادخار آمنة طويلة الأجل، وليست مجالًا للمضاربة قصيرة المدى، مشددًا على أن التراجعات المؤقتة تمثل فرصًا مثالية للشراء التدريجي، خاصةً لمن لم يتمكنوا من الدخول في موجات الصعود السابقة.
وأشار «معطي» إلى أن حركة الذهب عالميًا لم تعد مرتبطة فقط بقرارات الفيدرالي الأمريكي، بل أصبحت تتأثر أيضًا بـ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتحركاته الاقتصادية، خصوصًا في العلاقات التجارية مع الصين، موضحًا أن تحسن تلك العلاقات كان أحد العوامل التي دفعت الأسعار للتراجع مؤخرًا.

الفيدرالي الأمريكي وموجة الصعود القادمة
وأوضح «معطي» أن الأسواق العالمية تترقب قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما قد يمنح الذهب دفعة صعود جديدة على المدى المتوسط، مؤكدًا أن الاتجاه العام لا يزال صاعدًا، وأن اختيار التوقيت المناسب للشراء هو العامل الأهم لتحقيق العائد الأمثل.
كما نصح بعدم ضخ كامل السيولة في الشراء مرة واحدة، بل توزيعها على مراحل، لافتًا إلى أن بنوكًا ومؤسسات مالية كبرى مثل "جي بي مورجان" بدأت بالفعل في تعزيز استثماراتها في الذهب، ما يعكس ثقة الأسواق في استمرار جاذبيته على المدى الطويل.

التراجع لم يتجاوز 9% وهو طبيعي في الأسواق العالمية
ومن جانبه، أكد محلل سوق المال، الدكتور سمير رؤوف، أن التراجع الحالي في أسعار الذهب لا يمثل أزمة أو خسارة حقيقية، موضحًا أن الهبوط لم يتجاوز 9% تقريبًا، وهو معدل طبيعي بعد موجة ارتفاع قوية دفعت سعر الأونصة إلى 4000 دولار قبل أن تتراجع إلى 3900 دولار مؤخرًا.
وأشار في تصريحاته لـ"دار الهلال"، إلى أن هذا التراجع الطفيف يشكل فرصة للمستثمرين لتكوين مراكز شرائية جديدة عند مستويات 3700 – 3900 دولار للأونصة، استعدادًا لموجة صعود مرتقبة، خاصةً مع استمرار الاضطرابات الجيوسياسية في أوروبا وروسيا، والتوترات في الشرق الأوسط.

أسباب هبوط أسعار الذهب اليوم
شهدت أسعار الذهب العالمية اليوم انخفاضًا حادًا تجاوز 2%، لتسجل أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، مدفوعة بتحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين عقب مؤشرات إيجابية بشأن تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ويرى المحللون أن تراجع الإقبال على الذهب كملاذ آمن جاء نتيجة توجه المستثمرين نحو الأسهم والأصول عالية العائد، تزامنًا مع ترقب الأسواق لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض الفائدة، وهو ما أدى إلى موجة بيع مؤقتة للمعدن الأصفر.
وفي السياق ذاته، تراجعت أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم تأثرًا بالموجة البيعية العالمية، فيما خفضت مؤسسات مالية كبرى توقعاتها لسعر الذهب على المدى القريب، لكنها أبقت على نظرتها الإيجابية له كأصل استثماري آمن على المدى الطويل.

أسعار الذهب في مصر
وسجل جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في مصر – تراجعًا ملحوظًا، من 5800 جنيه الأسبوع الماضي إلى 5270 جنيهًا اليوم، بانخفاض قدره 530 جنيهًا أي بنسبة 9.14%، فيما وصل السعر العالمي إلى 3903 دولارًا للأوقية.