باسم يوسف: الإنترنت غيّر مفهوم الحقيقة.. وقد يصبح أداة لطمسها
أعرب الإعلامي باسم يوسف عن قلقه من التأثير المتزايد لشبكة الإنترنت على إدراك الناس للواقع، مؤكدًا أن العلاقة بين الإنسان والحقيقة لم تعد كما كانت قبل عصر التكنولوجيا، بعدما أصبح الإنترنت سلاحًا ذا حدين؛ أداة فعّالة للوصول إلى المعلومة، وفي الوقت ذاته وسيلة قد تضلل أو تُشوّه الحقائق.
وقال باسم يوسف، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد سالم في برنامج «كلمة أخيرة» على شاشة ON، إنه يتذكر بوضوح شكل الحياة قبل ظهور الإنترنت، حين كان الوصول إلى المعلومة يستلزم جهدًا وبحثًا حقيقيًا. وأضاف: "الإنترنت أداة قوية، لكنه قد يكون أيضًا وسيلة لطمس الحقيقة أو تشويهها، لأن تدفق المعلومات الهائل جعلنا نعيش في عالم من الضبابية."
وأوضح يوسف أن انتشار المنصات الرقمية وتعدد وجهات النظر وتضارب التفسيرات للأحداث، ساهم في خلق حالة من الالتباس والارتباك لدى الجمهور، رغم توافر الأدلة المصوّرة والمستندات الموثقة.
وأشار إلى أن كثرة المحتوى وسهولة النشر جعلت الناس في مواجهة مستمرة مع سيلٍ من المعلومات يصعب التحقق من دقّتها أو مصدرها.
وأكد الإعلامي الساخر أنه يخشى أن يؤدي هذا التوسع العشوائي في استخدام الإنترنت إلى طمس مفهوم الحقيقة تدريجيًا، محذرًا من أن الناس باتوا يعيشون داخل فقاعات رقمية تُغذّي قناعاتهم الخاصة، وتُضعف قدرتهم على التمييز بين الصواب والزيف.
وأضاف أن ما يثير القلق هو أن البعض أصبح يختار "الحقيقة التي تناسبه"، بدلًا من البحث عن الحقيقة كما هي، وهو ما يهدد موضوعية النقاش العام ويزيد من الاستقطاب في المجتمعات الحديثة.