رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


والتر رالي.. شاعر ومغامر جمع بين القلم والسيف

29-10-2025 | 08:51


والتر رالي

فاطمة الزهراء حمدي

تحل اليوم ذكرى رحيل الكاتب والشاعر والمستكشف البريطاني السير والتر رالي، الذي توفي في مثل هذا اليوم 29 أكتوبر عام 1618، ويعد أحد أبرز رموز العصر الإليزابيثي. وقد صُنّف عام 2002 ضمن قائمة «البريطانيين المائة الأعظم».

 

وُلد رالي في 22 يناير عام 1552 في مقاطعة ديفون الإنجليزية، لأسرة بروتستانتية من النبلاء، وكان الابن الأصغر لوالتر رالي وكاثرين تشامبرنون، والأخ غير الشقيق للمستكشف همفري جيلبرت، وابن عم البحّار ريتشارد جرينفيل. نشأ في أسرة معارضة للكاثوليكية، إذ اضطهدت عائلته في عهد الملكة ماري الأولى، ما غرس فيه عداءً واضحًا للكاثوليك، ظل ملازمًا له طوال حياته.

 

في عام 1569 غادر رالي إلى فرنسا، حيث شارك مع البروتستانت الفرنسيين في الحروب الدينية، ثم التحق عام 1572 بكلية أوريل في جامعة أكسفورد، لكنه لم يُكمل دراسته، مفضّلًا الترحال والمغامرات على الحياة الأكاديمية. لاحقًا انضم إلى إحدى الهيئات القانونية في لندن، غير أنه أقرّ أثناء محاكمته بأنه لم يتلقَّ تعليمًا قانونيًا فعليًا.

 

شارك رالي في الحملات العسكرية الإنجليزية بأيرلندا، وأسهم في قمع التمرد هناك، ليصبح من ملاك الأراضي التي صودرت من الأيرلنديين. ومع تولي الملكة إليزابيث الأولى الحكم، صعد نجمه سريعًا، ونال لقب فارس عام 1585. كما كان له دور بارز في الاستعمار الإنجليزي لأمريكا الشمالية، إذ شارك في تأسيس مستعمرة فرجينيا التي مهّدت للتوسع البريطاني اللاحق في العالم الجديد.

 

تزوج رالي سرًا من إليزابيث ثروكمورتون، وصيفة الملكة، دون إذنها، ما أدى إلى سجنهما في برج لندن. وبعد الإفراج عنه، اعتزل الحياة العامة لفترة، إلى أن سمع عام 1594 بأسطورة «مدينة الذهب» في أمريكا الجنوبية، فانطلق في رحلة استكشافية بحثًا عنها، ودوّن مغامراته في كتابه عن «إل دورادو».

 

وبعد وفاة الملكة إليزابيث عام 1603 وتولي الملك جيمس الأول العرش، اتُّهم رالي بالتآمر ضده وسُجن مجددًا في برج لندن. أُفرج عنه عام 1616 لقيادة بعثة جديدة إلى أمريكا الجنوبية بحثًا عن الذهب، إلا أن الحملة فشلت وهاجم رجاله موقعًا إسبانيًا، ما أثار غضب إسبانيا وأدى إلى القبض عليه مرة أخرى.

 

وفي 29 أكتوبر 1618، رحل السير والتر رالي في لندن بعد حياة حافلة بالمغامرات والاكتشافات والكتابة، ظل فيها نموذجًا للمستكشفين الطموحين في عصر النهضة الإنجليزية.