أعلنت وزارة الدفاع في رومانيا، اليوم /الأربعاء/، أنها تلقت إخطارا بقرار الولايات المتحدة إعادة هيكلة جزء من قواتها المنتشرة على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في إطار عملية مراجعة شاملة للتموضع العسكري الأمريكي حول العالم.

وأوضح بيان الوزارة، أن القرار يشمل توقف تناوب إحدى الألوية الأمريكية في أوروبا، والتي كانت تضم وحدات متمركزة سابقاً في قاعدة ميخايل كوغالنيتشيانو الجوية في رومانيا.

وأشار البيان إلى أن القرار كان متوقَّعاً، وأن بوخارست ظلت في اتصال دائم مع شريكها الاستراتيجي، الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكرت صحيفة "رومانيا انسايدر"، الصادرة اليوم، أن حوالي 800 جندي أمريكي سوف يغادرون قاعدة ميخايل كوغالنيتشيانو الجوية في رومانيا.

وأوضحت وزارة الدفاع، أن هذه الخطوة تأتي في سياق الأولويات الجديدة للإدارة الأمريكية المعلَن عنها منذ فبراير الماضي، مع الأخذ في الاعتبار أن (الناتو) عزز وجوده ونشاطه على الجناح الشرقي للحلف، مما يتيح لواشنطن تعديل وضعها العسكري في المنطقة بما يتناسب مع المستجدات الأمنية.

وأضافت أن القرار الأمريكي يتعلق بـ تعليق تناوب لواء عسكري كانت له وحدات منتشرة في عدد من دول (الناتو)، فيما سيبقى نحو ألف جندي أمريكي في الأراضي الرومانية، للمساهمة في ردع أي تهديدات محتملة، بما يمثل تأكيداً مستمراً على التزام الولايات المتحدة بأمن المنطقة واستقرارها.

من جانبه.. أوضح وزير الدفاع الروماني يونوت موشتينيانو- في تصريحات نقلتها "رومانيا انسايدر"، أن الخطوة الأمريكية تشير إلى تحول في التركيز الاستراتيجي نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مضيفاً: "ليست هناك مسألة انسحاب للقوات الأمريكية، بل وقف لعمليات التناوب. وإن نحو 900 إلى ألف جندي سيبقون في البلاد، وستستمر عملية تطوير قاعدة ميخايل كوغالنيتشيانو".

وأكد الوزير أن الشراكة الاستراتيجية بين رومانيا والولايات المتحدة تبقى راسخة، لافتا إلى أن بلاده على تواصل مستمر مع باقي دول (الناتو) بشأن الأوضاع الدفاعية. وأضاف: "منذ عام 2022 تغيّر الكثير، وأوروبا أدركت ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام لأمن كل دولة على حدة".

وأشار إلى أن نحو أربعة آلاف جندي فرنسي ينتشرون حالياً في رومانيا ضمن مهام الحلف الدفاعية.

وفي تعليق من البرلمان الأوروبي، اعتبر النائب فيكتور نغرسكو أن هذه الخطوة تمثل إشارة إنذار، قائلاً إن "إعادة هيكلة الوجود الأمريكي على الجناح الشرقي للناتو، بما يشمل قوات متمركزة في ميخايل كوغالنيتشيانو، لها تداعيات مباشرة على أمن رومانيا ومنطقة البحر الأسود".

وأضاف نغرسكو أن زيارة الرئيس الروماني نيكوشور دان إلى الولايات المتحدة يجب أن تتم في أسرع وقت؛ لتأكيد استمرار الشراكة الإستراتيجية الوثيقة بين البلدين.