أكدت صحيفة (ذا ناشونال) الإماراتية اليوم الاثنين أن الأرقام القياسية
لعدد السائحين الذين يمشون في ظلال الآثار المصرية الشاهقة في الأقصر ، واستئناف الرحلات
المحتملة بين القاهرة وموسكو ، وافتتاح أكبر حقل للغاز في البحر المتوسط يؤشر إلى عام
جديد مثمر لمصر.
وقالت الصحيفة - التي تصدر باللغة الإنجليزية ، في مقال على موقعها الإلكتروني
ـ إنه ، ومع عودة الحياة الطبيعية في مصر ، يعود الزوار مرة أخرى إلى البلاد ، ويقول
مسؤولو السياحة إن أسعار الإقامة في الأقصر وأسوان خلال عطلتي عيد الميلاد ورأس السنة
الجديدة عادت إلى مستويات طفرة ما قبل عام 2011 .
وأشارت إلى أن روسيا ومصر بدأتا محادثات لإعادة إنشاء خطوط جوية توقفت
بعد حادث تحطم طائرة ركاب روسية عام 2015 بعد فترة وجيزة من الإقلاع من القاهرة.
ونقلت عن محمد الدهشان ، وهو خبير اقتصادي في معهد التحرير في واشنطن
، قوله "من منظور الاقتصاد الكلي ، فإن الأمور تتحسن لصالح مصر ، ويبدو أن برنامج
الإصلاح الذي بدأته يؤتي ثماره".
وأضاف الدهشان أن الاستثمار الأجنبي سيؤدي إلى زيادة النمو إلي 4.8 في
المائة ، في ظل انخفاض قيمة العملة المصرية ، وأدى تحرك الحكومة في نوفمبر 2016 لكسر
ربط الجنيه بالدولار الأمريكي إلى خسارة العملة المصرية نحو نصف قيمتها مقابل الدولار
، مما جعل البلاد أكثر جاذبية للمستثمرين الخارجيين.
وقالت الصحيفة ، مع ذلك ، إن الأمر كان شاقا على الفقراء ، بيد أن العملة
المصرية تظهر الآن بعض علامات الانتعاش ، حيث سجل معدل التضخم حوالي 26 في المائة مما
يعد انخفاضا عن شهر يوليو الماضي الذي سجل 32 في المائة ، ومع ذلك ، فإن العنوان الرئيسي
لعام 2018 سيكون افتتاح حقل غاز (زهر) الذي سيساعد على وضع مصر في دوري منتجي الطاقة
الرئيسيين في العالم.
وأشارت الى اكتشاف شركة (إيني) للطاقة الإيطالية حقل الغاز الطبيعي (زهر)
قبالة الساحل المصري في عام 2015 ، ويحتوي الحقل على 850 مليار متر مكعب من الاحتياطي
، وهو الأكبر في البحر الأبيض المتوسط ، وقالت (إيني) إن (زهر) هو بالفعل ضعف حجم حقل
(ليفياثان) في المنطقة ، ويمكن أن ينمو أكثر من ذلك حيث لا يزال التنقيب جاريا.
وشغلت (إيني) الحقل في وقت قياسي حيث بدأ الغاز في التدفق الشهر الماضي
، وقال الرئيس التنفيذي لشركة (إيني) كلاوديو ديسكالزي ـ في بيان صدر في ديسمبر الماضي
ـ " عندما بدأ إنتاج الغاز ، اليوم هو يوم تاريخي بالنسبة لنا ، إن الحقل سيحول
المشهد المصري للطاقة بشكل كامل ، وسيسمح لها بالاكتفاء الذاتي وأن تتحول من مستورد
للغاز الطبيعي إلى مصدر مستقبلي".
وتملك شركة (إيني) الآن 60 في المائة من حق تطوير الحقل ، وانضمت شركة
النفط البريطانية (بي بي) وشركة (روسنيفت) الروسية للطاقة لتطوير الحقل أيضا ، وتخطط
مصر للبحث عن عطاءات لمزيد من جولات التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة.
ويبلغ الإنتاج الأولي حوالي 350 مليون قدم مكعب يوميا ، ليصل إلى مليار
قدم مكعب في يونيو القادم ، وسوف تصل إلى 2.7 مليار قدم مكعب في ذروة الإنتاج بحلول
نهاية عام 2019 عندما يتم تشغيل 19 بئرا على الأقل ، وفقا لما ذكرته (إيني).
وقالت وزارة النفط المصرية إن مصر ستوفر ما لا يقل عن 60 مليون دولار
شهريا في البداية أو ما يعادل ثلاث سفن شحن للغاز الطبيعي المسال في الواردات ، وفي
ذروة الإنتاج حتى نهاية العام المقبل ستزداد المدخرات أكثر من الضعف إلى 180 مليون
دولار في الشهر.
وأضاف الدهشان " إنه من المحتمل أن يكون هذا أحد أكثر التطورات إثارة
على مدى العامين الماضيين".
وأوضحت الصحيفة أن عدم الاستقرار في ليبيا المجاورة يمكن أن يهدد إنتاج
حقل زهر ، ولكن مع وجود الكثير من البنية التحتية بالفعل فإن هذا المجال سيجعل مصر
في نهاية المطاف مُصدرا صافيا.
وخلص الدهشان بالقول "حقل زهر من شأنه أن يحرر بندا مهما في ميزانية
الواردات، وأن يكون له تداعيات جيدة للحد من تقلبات التضخم المستورد".