مجلس العلاقات العربية والدولية: اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل مخالفة صريحة لقواعد النظام الدولي
رأى مجلس العلاقات العربية والدولية أن قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها مخالفة صريحة لأسس وقواعد النظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية وقواعد القانون الدولي الذي يشكل ميثاق منظمة الأمم المتحدة دستورا ملزما له وحدد شكل العلاقات الدولية مما يشكك في شرعيتها ويضعف من قدرة المنظمة على القيام بمسؤولياتها في حفظ الأمن والاستقرار في العالم.
وشدد المجلس - في بيان صدر عنه اليوم الثلاثاء عقب اجتماعه الدوري بالعاصمة اللبنانية بيروت - على خطورة وفداحة عواقب السياسة الأمريكية الحالية كونها تدمر مبادىء وأسس القانون الدولي من خلال مد صلاحية التشريعات المحلية خارج النطاق الوطني وأفضليتها وأولويتها على التشريع الدولي الملزم طبقا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن والمنظمات والهيئات ذات الصلة مما ينذر بتبعات وعواقب وفوضى عارمة في العلاقات الدولية بشكل لا يمكن التنبؤ بنتائجه.
وأدان القرار الأمريكي الفج الذي يتناقض وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية ؛ مما يعرض الأمن والسلام في المنطقة والعالم لأشد الأخطار .. مؤكدا أن الاعتراف الأمريكي غير المشروع بالقدس كعاصمة لإسرائيل لن يلغي صفة الاحتلال عنها ويتجاوز الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه بما في ذلك عاصمته القدس.
وحذر المجلس من أن الانتقائية والازدواجية في المعايير التي تمارسها الإدارة الأمريكية مع القضية الفلسطينية هي من أهم أسباب عجز المجتمع الدولي ومنظمته الأممية عن القيام بدورها في تحقيق الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط ويوفر وقودا للعنف والتطرف والإرهاب في المنطقة لتعميقها مشاعر الظلم والإحباط ، بسبب غياب العدالة والإنصاف في التعاطي مع القضية العادلة للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية والتي تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية خاصة تجاهها لكونها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي المعني بالحفاظ على الأمن والاستقرار والسلم الدولي.
كما أدان وبقوة سياسة الولايات المتحدة السلبية وغير البناءة تجاه القضية الفلسطينية التي تعد تحديا صارخا للإرادة الدولية الشاملة .. مؤكدا ضرورة الالتزام بالقرار الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة برفض الموقف الأمريكي بشأن القدس بأغلبية ساحقة بعد أن اضطرت الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض بسبب تصويت جميع أعضاء مجلس الأمن الآخرين لصالحه.
وشدد على أهمية احترام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية تجاه حقوق الشعب الفلسطيني .. قائلا : إنه على يقين بأن الموقف العربي الصلب والموحد هو الأساس والقاعدة المتينة لموقف إسلامي ودولي حازم وفاعل في التصدي للأخطار الداهمة للسياسة الأمريكية اللامسؤولة والمدمرة وعواقبها الكارثية على السلم والأمن والاستقرار الدولي بما يفسح المجال للتقدم على مسارات تطبيق القرارات الدولية القاضية بإجراء التسوية السياسية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية".
جدير بالذكر أن مجلس العلاقات العربية والدولية تأسس في الكويت عام 2009 كمنظمة أهلية عربية دولية مستقلة وغير ربحية ويعمل على دعم القرار العربي فيما يخص العلاقات القومية والدولية بالرأي الموضوعي والمعلومة الصحيحة ، حيث يترأسه محمد جاسم الصقر (الكويت) ويضم في عضويته كلا من عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق وإياد علاوي نائب رئيس الجمهورية العراقية ، ومحمد بن عيسى وزير خارجية المغرب الأسبق ، وفؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الأسبق ، وطاهر المصري رئيس مجلس الأعيان الأردني السابق رئيس الوزراء الأسبق ، ومصطفى عثمان إسماعيل وزير خارجية السودان السابق ، ومصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية.