نظمت مكتبة البحر الأعظم الثقافية، التابعة لقصر ثقافة الجيزة، عددًا من ورش الحكي والمحاضرات التثقيفية بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، وذلك ضمن فعاليات فرع ثقافة الجيزة التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة.
قدّمت ناهد عبد اللطيف حوارًا ثقافيًا بعنوان "افتتاح المتحف المصري الكبير"، تناولت خلاله تاريخ إنشاء المتحف وأهميته بوصفه صرحًا حضاريًا عالميًا يُعد من أكبر المتاحف في العالم.
وأوضحت أن فكرة المشروع أُعلن عنها عام 2002، وبدأ البناء الفعلي عام 2010، بتكلفة تجاوزت مليار دولار بتمويل جزئي من دولة اليابان، ليكون منارة عالمية للتاريخ والثقافة تعتمد على أحدث تقنيات العرض والإضاءة والتصميم المعماري الحديث.
كما أشارت إلى أن المتحف يمتد على مساحة نحو 500 ألف متر مربع، منها 100 ألف متر مربع للعرض الداخلي، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور المصرية القديمة، من أبرزها:
- مقتنيات مقبرة الملك توت عنخ آمون التي تضم نحو 5000 قطعة أثرية.
- التمثال الضخم للملك رمسيس الثاني الذي يبلغ وزنه 80 طنًا.
- تماثيل ضخمة لعدد من الملوك والملكات مثل تحتمس الثالث وأمنحتب الثالث والملكة حتشبسوت.
كما تتميز الواجهة الأمامية للمتحف بتصميم هندسي فريد يتكون من مثلثات ضخمة تعكس الإبداع المعماري المصري الحديث، ويُنتظر افتتاحه رسميًا في احتفالية عالمية يوم 1 نوفمبر 2025.
وفي سياق متصل، قدّم محمد رمضان محاضرة بعنوان "الملك توت عنخ آمون بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير"، استعرض خلالها حياة الملك بوصفه أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وابن الملك إخناتون.
وأوضح أن توت عنخ آمون يُعد من أشهر فراعنة مصر القديمة، نظرًا لاكتشاف مقبرته كاملة دون سرقة على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر عام 1922 في وادي الملوك، وما أثارته وفاته المبكرة من جدل واسع حول أسبابها، قبل أن يؤكد عالم الآثار المصري زاهي حواس أن وفاته كانت طبيعية، وأن الكسر بعظام فخذه حدث قبل موته.
وأشار إلى أن القطع الأثرية المكتشفة داخل المقبرة تُعد من أثمن ما عُثر عليه في التاريخ، وأبرزها القناع الذهبي المعروف باسم قناع الموت الذهبي، الذي كان يغطي وجه الملك في إطار الطقوس الدينية الجنائزية المرتبطة بفكرة الموت والبعث وحماية الجسد الملكي.
كما أوضح أن جميع مقتنيات مقبرة توت عنخ آمون سيتم عرضها في مكان واحد داخل المتحف المصري الكبير، داخل قاعتين مخصصتين جُهزتا بأحدث تقنيات العرض التفاعلي باستخدام الوسائط المتعددة والجرافيك والشاشات الذكية، لتوفر تجربة بصرية غامرة تحاكي أجواء المقبرة الأصلية.
أُقيمت الفعاليات بإشراف مدير الموقع أحمد عبد النبي، ضمن أنشطة الهيئة العامة لقصور الثقافة الهادفة إلى نشر الوعي الأثري والتاريخي وتعريف المواطنين بعظمة الحضارة المصرية القديمة، بالتزامن مع الحدث الثقافي الأهم في العالم، افتتاح المتحف المصري الكبير.