وصل إعصار ميليسا إلى اليابسة في كوبا قبل ساعات قليلة كعاصفة من الفئة الثالثة بعد أن دمر غرب جامايكا وهايتي يوم أمس الأول وأودى بحياة 26 شخصًا على الأقل.

وضرب إعصار ميليسا منطقة بالقرب من إقليم تشيفيريكو في كوبا، بسرعة رياح بلغت 125 ميلاً في الساعة حوالي الساعة الثالثة صباحًا، بعد 14 ساعة من وصوله الأول إلى اليابسة في غرب جامايكا. وحتى الساعة 11 صباحًا بالتوقيت الشرقي، كان إعصار ميليسا يقع على بعد حوالي 150 ميلاً جنوب جزر البهاما الوسطى كعاصفة من الفئة الثانية. وقد انخفضت سرعة الرياح القصوى إلى 100 ميل في الساعة.

ومرت العاصفة ميليسا عبر كوبا في الساعات الماضية، مصحوبة بأمطار غزيرة تسببت في فيضانات واسعة النطاق. وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية هطول ما بين 10 إلى 20 بوصة من الأمطار، وما يصل إلى 25 بوصة في بعض المناطق الجبلية.

وشملت تحذيرات الأعاصير مقاطعات جرانما وسانتياجو دي كوبا وجوانتانامو وهولجوين ولاس توناس الكوبية، بينما كان تحذير من عاصفة استوائية ساري المفعول في كاماجوي.

وقال الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل في وقت مبكر من أمس الأربعاء إن كوبا استعدت لسيناريو "أسوأ الاحتمالات"، والذي أثبت فعاليته. وقال إنه تم إجلاء أكثر من 735 ألف شخص بحلول ليلة الثلاثاء. كما تم تفعيل خطة وطنية للكوارث في جزر البهاما، حيث قالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إنه من المتوقع هطول ما بين 5 إلى 10 بوصات من الأمطار، مما سيؤدي إلى فيضانات مفاجئة.

وقال المتحدث باسم البحرية ستيفن ستريكلاند إن المسئولين في القاعدة البحرية في خليج جوانتانامو جنوب شرق كوبا يخططون لتقييم الأضرار هناك عندما تسمح الأحوال الجوية بذلك. وكانت الأوضاع في القاعدة الأمريكية قبل ظهر الأمس لا تزال غير آمنة للغاية؛ وتم توجيه الأفراد هناك إلى البقاء في أماكن آمنة. وقبل العاصفة، قامت البحرية بإجلاء حوالي 860 شخصًا، بمن فيهم جنود أمريكيون وموظفون مدنيون ومتعاقدون وأفراد عائلاتهم و80 حيوانًا أليفًا، إلى قاعدة بنساكولا الجوية البحرية في فلوريدا، حسبما ذكر ستريكلاند.

في غضون ذلك، أدت الفيضانات في هايتي إلى مقتل 20 شخصًا على الأقل، من بينهم 10 أطفال، وفقًا لمديرية الحماية المدنية في هايتي. ولا تزال جهود البحث جارية، مع فقدان 13 شخصًا على الأقل في جميع أنحاء هايتي.

وتتسارع العاصفة- حسبما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية- باتجاه الشمال الشرقي مع بدء نظام جوي في خطوط العرض المتوسطة في التأثير عليها. ومن المتوقع أن يتجه إعصار ميليسا نحو برمودا بحلول ليلة الخميس. وقد صدر تحذير من الأعاصير هناك.

وقد وصل الإعصار إلى اليابسة في جامايكا يوم أمس الأول كإعصار من الفئة الخامسة برياح بلغت سرعتها 185 ميلاً في الساعة فيما أظهرت لقطات مصورة طرقًا غارقة ومباني مدمرة، لكن لم يتضح بعد الحجم الكامل للأضرار. وقال رئيس الوزراء الجامايكي أندرو هولنس لشبكة "سي إن إن" الأمريكية مساء أمس الأول إنه لم ترد أي تقارير عن وفيات خلال الإعصار حتى الآن، لكنه أضاف: "نتوقع حدوث بعض الخسائر في الأرواح".

ولقى 20 شخصًا على الأقل مصرعهم أمس الأربعاء في بيتي جواف في هايتي، عندما فاض نهر لا ديج، وفقًا لمديرية الحماية المدنية المحلية وقد أبلغ مسئولون في هايتي عن ثلاث وفيات مرتبطة بالطقس الأسبوع الماضي، عندما كان إعصار ميليسا عاصفة استوائية.

وفي المنطقة الجنوبية من هايتي، غمرت مياه الفيضانات العديد من البلدات. وغمرت الأنهار الفائضة الطرق وعرقلت حركة المرور وأغرقت المنازل، بينما اقتلعت الرياح العاتية أسطح العديد من المدارس، وفقًا لبيان حكومي صدر أمس الأربعاء، فيما لجأ أكثر من 13900 شخص إلى ملاجئ مؤقتة في جميع أنحاء البلاد.

وقال مسئولون إن الجيش الأمريكي ووزارة الخارجية الأمريكية كانا يقومان بتقييم الاحتياجات في جميع أنحاء المنطقة أمس الأربعاء. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها سترسل فريقًا للاستجابة للمساعدة في حالات الكوارث وفرق بحث وإنقاذ للعمل مع الدول والمجتمعات المتضررة. وقال مسئولون أمريكيون إن الحكومة الجامايكية طلبت المساعدة.

وقال وزير الخارجية ماركو روبيو أمس الأربعاء على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي إن الولايات المتحدة على اتصال وثيق مع حكومات جامايكا وهايتي وجمهورية الدومينيكان وجزر البهاما.

وأضاف العقيد إيمانويل أورتيز أن القيادة الجنوبية الأمريكية، التي تشرف على العمليات العسكرية في المنطقة من مقرها الرئيسي في فلوريدا، تخطط لإرسال فريق تقييم إلى جامايكا. وسيقوم الفريق بفحص الأوضاع والاحتياجات التي قد تحتاجها جامايكا فيما يتعلق بإنقاذ الأرواح والمساعدات الإنسانية العاجلة وعمليات الاستجابة للكوارث. وقال إنه من السابق لأوانه التكهن بنوعية هذا الدعم.

وقال وزير الصحة الجامايكي يوم الاثنين إن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 13 آخرون أثناء الاستعداد للعاصفة.

وأعلنت الحكومة الجامايكية البلاد بأكملها منطقة منكوبة يوم الأربعاء، بينما عمل المسؤولون على تقييم الأضرار في المناطق الأكثر تضررًا وهي مقاطعات مانشستر وسانت إليزابيث وويستمورلاند وسانت جيمس وهانوفر الغربية. وقال مسئول كبير صباح أمس الأربعاء إن سانت إليزابيث "غارقة تحت الماء".

ومن المتوقع أن تصل العاصفة ميليسا إلى اليابسة للمرة الثالثة والأخيرة وقد تصبح إعصارًا قويًا من الفئة الثانية أو الثالثة في وسط أو جنوب شرق جزر البهاما في وقت متأخر من اليوم، على الأرجح في جزيرة لونج آيلاند أو جزيرة كروكيد آيلاند، على الرغم من أن مركز العاصفة قد يتجنب هذه الجزر الضيقة. ومن المتوقع أن تشهد جزر البهاما الجنوبية الشرقية أمطارًا غزيرة وارتفاعًا محتملاً في منسوب المياه يتراوح بين 5 و8 أقدام.