رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


المعادن النادرة وتخفيض الرسوم الجمركية.. أبرز ما جاء في اللقاء التاريخي بين الرئيسين الأمريكي والصيني

30-10-2025 | 13:44


الرئيسين الأمريكي والصيني

أماني محمد

في أول لقاء بينهما، منذ ما يزيد عن 6 سنوات، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الصيني تشي جين بينج، في مدينة بوسان الكورية الجنوبية، حيث تعد هذه المباحثات أول محادثات مباشرة بينهما منذ عام 2019، واستمر الاجتماع لأكثر من ساعة ونصف.

 

محادثات ترامب وتشي جين بينج

وشكّل الاجتماع ختام جولة آسيوية سريعة أجراها الرئيس الأمريكي ترامب، كان آخر محطاتها كوريا الجنوبية، أشاد خلالها أيضًا بالتقدم التجاري الذي أحرزه مع كوريا الجنوبية واليابان ودول جنوب شرق آسيا، وشارك خلالها في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك).

واستمرت مباحثات ترامب ونظيره الصيني، لنحو ساعة و40 دقيقة، وبحث عدد من الملفات والقضايا التجارية والاقتصادية بين البلدين ملفات التجارة والتكنولوجيا والطاقة وسلاسل الإمداد العالمية.

وأكد ترامب خلال اللقاء أن «الولايات المتحدة والصين قادرتان على تحقيق اتفاق عادل يعيد التوازن للعلاقات الاقتصادية»، وقال إن «الرئيس الصيني قائد عظيم وصديق منذ زمن طويل».

وفي المقابل، أثنى الرئيس الصيني على جهود ترامب في إحلال السلام بين إسرائيل وحماس، وفي تسوية الخلاف بين تايلاند وكمبوديا.

بعد المحادثات، صرّح ترامب بأنه اتفق مع شي على خفض الرسوم الجمركية على الصين مقابل اتخاذ بكين إجراءات صارمة ضد تجارة الفنتانيل غير المشروعة، واستئناف مشتريات فول الصويا الأمريكي، والحفاظ على تدفق صادرات المعادن النادرة.

ووصف ترامب في تصريحات للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية بعد مغادرته بوسان بوقت قصير: "لقد كان اجتماعًا رائعًا"، مُقيّمًا المحادثات بـ "12 من 10".

وأضاف ترامب أن الرسوم الجمركية على الواردات الصينية ستُخفّض من 57% إلى 47%، وذلك بخفض معدل الرسوم الجمركية المتعلقة بتجارة سلائف الفنتانيل إلى النصف.

وفي المقابل، وافقت الصين على تعليق ضوابط التصدير التي أُعلن عنها هذا الشهر على المعادن النادرة، وهي عناصر تلعب دورًا حيويًا في السيارات والطائرات والأسلحة التي أصبحت أقوى مصادر النفوذ لبكين في حربها التجارية مع الولايات المتحدة، حيث يستمر التعليق لمدة عام، ووفقا للخارجية الصينية، مضيفةً أن الجانبين توصلا أيضًا إلى توافق بشأن التعاون في مجال الفنتانيل وتوسيع التجارة الزراعية.

 

وقال ترامب إن الصين وافقت على استمرار تدفق صادرات المعادن الأرضية النادرة إلى العالم كجزء من اتفاقية مدتها عام واحد، متوقعًا تمديدها، مضيفا أنه "تمت تسوية جميع مسائل المعادن الأرضية النادرة. وهذا ينطبق على العالم أجمع، ويمكن القول إن هذا وضع عالمي، وليس حكرًا على الولايات المتحدة".

وكان ترامب أشاد مرارًا وتكرارًا بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع شي منذ أن أعلن المفاوضون الأمريكيون يوم الأحد أنهم اتفقوا مع الصين على إطار عمل من شأنه تجنب فرض رسوم جمركية أمريكية بنسبة 100% على البضائع الصينية، وتحقيق تأجيل للقيود الصينية على صادرات المعادن النادرة.

وتابع: "اتفقنا على أن شي سيبذل قصارى جهده لوقف الفنتانيل"، مضيفا: "لا أستطيع أن أقول إننا ناقشنا كل شيء"، وأنه سيزور الصين في أبريل المقبل، فيما سيزور شي جين بينج الولايات المتحدة الأمريكية لاحقا بعد ذلك.

 

ما هي المعادن النادرة؟

والمعادن الأرضية النادرة، وهي 17 عنصرًا تلعب أدوارًا صغيرة ولكنها حيوية في السيارات والطائرات والأسلحة، تشمل 15 معدنًا أبيض فضي اللون تُسمى اللانثانيدات، أو اللانثانويدات، بالإضافة إلى سكانديوم وإيتريوم، وأصبحت أقوى مصدر نفوذ للصين في حربها التجارية مع الولايات المتحدة.

وتسببت ضوابط التصدير التي فُرضت في أبريل الماضي في نقص واسع النطاق في الخارج، وخاصةً في المغناطيسات، مما أجبر بعض شركات صناعة السيارات على إيقاف الإنتاج قبل أن تنتعش الصادرات بعد اتفاقيات بين بكين وواشنطن والاتحاد الأوروبي لتسهيل تدفقها.

ووسّعت الصين نطاق هذه الضوابط مرة أخرى في أكتوبر الماضي، ليصل إجمالي عدد العناصر المحظورة إلى 12 عنصرًا، مع إضافة جزء كبير من المعدات المستخدمة في معالجتها.

وتمثل الصين حوالي 60% من إنتاج المناجم العالمي، و90% أو أكثر من إنتاج التكرير وإنتاج مغناطيسات العناصر الأرضية النادرة.

وفي بيان له عن الاجتماع مع ترامب، قال الرئيس الصيني إن الجانبين توصلا إلى توافق في الآراء لحل "القضايا التجارية الرئيسية"، مضيفا أن الفريقين الصيني والأمريكي سيعملان على تحقيق نتائج تُعدّ بمثابة "جرعة طمأنة" لاقتصادي البلدين.

وأشار وفقا لوكالة الأنباء الصينية شينخوا، إلى أن لدى البلدين "آفاقًا واعدة" للتعاون في مجالات مثل التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين، والاحتيال الإلكتروني، وغسيل الأموال، والذكاء الاصطناعي، وفقًا لبيان نشرته وكالة أنباء شينخوا.

وقال: "يمكن للصين والولايات المتحدة أن تُظهرا معًا المسؤولية التي تليق بالقوى الكبرى، بالعمل معًا لإنجاز المزيد من المشاريع المهمة والعملية والمفيدة لكلا البلدين والعالم".