مع حلول شهر نوفمبر غدًا، يستعد هواة الفلك لرصد نجم "الغول" في السماء بالعين المجردة، والذي يُعد أحد ألمع نجوم كوكبة فرساوس، وذلك بعد غروب الشمس وبداية الليل طوال الشهر.

ويمكن رؤية نجم الغول بسهولة بالنظر نحو الأفق الشمالي الشرقي بعد الغروب في ليالي نوفمبر، إذ يُعد من أفضل النجوم المتغيرة التي يمكن ملاحظتها بالعين المجردة دون الحاجة إلى تلسكوب. ولتحديد موقعه، يمكن الاستعانة بكوكبة ذات الكرسي (كاسيوبية)، التي تظهر على شكل حرف (W) أو (M) في السماء، حيث تشير إحدى ذراعيها مباشرة إلى موقع الغول في كوكبة برشاوش.

وتُعد الحقول الزراعية والسواحل والصحاري والجبال أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية بشكل عام، وفي حال استخدام منظار أو تلسكوب صغير، يمكن ملاحظة مزيد من التفاصيل، مع مراعاة أن عين الإنسان تحتاج إلى نحو 20 دقيقة لتتكيف مع الظلمة.

ويظهر نجم الغول منخفضًا فوق الأفق الشمالي الشرقي في فصل الخريف، بينما يرتفع عاليًا في السماء خلال الشتاء ليصل إلى ذروته عند منتصف الليل، ثم يتجه نحو الشمال الغربي مع حلول الربيع، وذلك نتيجة دوران الأرض حول الشمس.

لماذا سُمّي بـ"الغول"؟

قديماً، لاحظ الراصدون تغيرًا غريبًا في لمعان هذا النجم بين الحين والآخر، فظنوه "نجمًا شريرًا"، وأطلقوا عليه اسم "الغول" لما بدا لهم من سلوك غير مألوف بين النجوم الثابتة اللمعان.

وفي الأساطير الإغريقية، ارتبط النجم بـ ميدوسا، المرأة ذات الشعر المكون من الأفاعي التي كانت تُحوّل من ينظر إليها إلى حجر، ولهذا سُمّي النجم في اللاتينية "رأس الغول".

نظام نجمي ثلاثي

في الحقيقة، يُعد نجم الغول نظامًا نجميًا ثلاثيًا يبعد عن الأرض نحو 90 سنة ضوئية، ويتكون من نجم ساطع من الفئة الطيفية B8 يعرف باسم "الغول A"، ونجم خافت من الفئة K0 يعرف باسم "الغول B"، وهما يشكلان النظام الكسوفي، بينما يدور حولهما في مدار خارجي نجم ثالث يُعرف بـ "الغول C".

ويتغير سطوع النجم بانتظام كل 2.867 يومًا، أي بمعدل يقارب يومين و20 ساعة و49 دقيقة. وعندما يمر النجم الخافت أمام الساطع من منظور الأرض، يحجب جزءًا من ضوئه، فينخفض لمعانه من القدر الظاهري 2.1 إلى 3.4، أي يصبح أقل سطوعًا بنحو ثلاث مرات تقريبًا، ثم يعود إلى حالته الأصلية بعد نحو عشر ساعات.

أما عند مرور النجم الساطع أمام النجم الخافت، فيحدث كسوف ثانوي ضعيف لا يُلاحظ بسهولة بالعين المجردة.