قال الشاعر سعيد سلامة: أرى المتحف المصري الكبير، أكثر من صرح حضاري؛ إنه فضاء زمني حي، حيث يلتقي الماضي بالحاضر، وتتحدث الحضارات بصمت الحجر، لتخبرنا عن أصوات من عاشوا قبل آلاف السنين، عن أحلامهم، آمالهم، وآلامهم.

وأوضح في تصريحات خاصة لبوابة «دار الهلال»: إنه ذاكرة الأمة المتجسدة في كل منحوتة، في كل نقش محفور، في كل قطعة أثرية تحمل بين تفاصيلها حكمة الأجيال.

احتفال بروح التاريخ

وتابع: الاستعدادات للافتتاح غدًا ليست مجرد تجهيزات للعرض؛ بل هي احتفال بروح التاريخ، طقس لنقل نبض مصر القديمة إلى حاضرنا، ليشعر كل زائر بأنه يقف بين أزمنة متقاطعة، بين قصص الماضي وحلم المستقبل، بين الصمت والفن، بين الخلود والإدراك البشري.

وأضاف: أتطلع حقًا إلى أن تكون هذه اللحظة جسرًا حيًا، يربط بين الماضي والحاضر، بين التراث والوعي المعاصر، بين الفكر والفن، وبين قلب الشاعر وقلوب كل من يفتح نافذة على العالم من خلال الشعر.

جسر يمتد بين العصور

وعن الشعر تحدث قائلًا: في نهاية المطاف، ليس مجرد كلمات، بل هو جسر يمتد بين العصور، بين البشر، بين روح مصر القديمة وروح كل إنسان يبحث عن الجمال، عن الحقيقة، وعن معنى وجوده في هذا العالم المزدحم بالأصوات والصمت، بالضوء والظل.

وأكد: إنها لحظة تتجاوز الحفل أو الافتتاح؛ هي شهادة على قدرة الإنسان على التواصل عبر الزمن، على أن يجعل الحجر يتحدث، والفن يحيي، والكلمة تنبض بالحياة، موضحًا يصبح الشعر والجمال والفن أدوات لفهم الإنسان، لفهم حضاراته، ولتقدير ما ورثناه وما نأمل أن نتركه للأجيال القادمة