وكيل الهيئة الوطنية للصحافة: افتتاح المتحف المصري الكبير حدث عالمي يوجه الأنظار للحضارة المصرية
                    
                    نشر الكاتب الصحفي علاء ثابت، وكيل الهيئة الوطنية للصحافة مقالًا في وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المتحف المصري الكبير، أوضح خلاله أن الحدث العالمي المتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير يوجه أنظار العالم إلى الحضارة المصرية، الأقدم في التاريخ، والتي يعيد المتحف الكبير تسليط الضوء على جوانب منها. فالمتحف ليس مجرد مكان يضم نفائس من التماثيل والجداريات والحُلي وغيرها من الآثار الخالدة، وإنما هو مركز للبحوث والدراسات في الحضارة المصرية، ومركز لترميم الآثار، ليكون تلك الشعلة التي حملت نور العلم والمعرفة إلى العالم كله.
وإلى نص المقال: 
الحدث العالمي المتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير يوجه أنظار العالم إلى الحضارة المصرية، الأقدم في التاريخ، والتي يعيد المتحف الكبير تسليط الضوء على جوانب منها. فالمتحف ليس مجرد مكان يضم نفائس من التماثيل والجداريات والحُلي وغيرها من الآثار الخالدة، وإنما هو مركز للبحوث والدراسات في الحضارة المصرية، ومركز لترميم الآثار، ليكون تلك الشعلة التي حملت نور العلم والمعرفة إلى العالم كله.
وليس بمعماره الذي تحدى الزمن وظل شامخًا لآلاف السنين فحسب، بل بما حملته الحضارة المصرية من علم وثقافة في مختلف مناحي الحياة، من هندسة وحساب وكيمياء وطب وأدوية وعلاج ومهارات في شتى المجالات، والتي كانت خطوة واسعة في طريق التقدم البشري.
إن ما تحمله البرديات المصرية من معارف وتاريخ عن النظام الاجتماعي في الحضارة المصرية يستحق الكثير من إلقاء الضوء على حضارة تميّزت بنظام اجتماعي متقدم ومدهش. وأتمنى أن توضع شاشات كبيرة تُترجم بمختلف اللغات مقاطع مما كتبه أجدادنا، ليتعرف العالم على منظومة القيم الراقية التي ميزت حضارتنا؛ مقاطع تحترم البيئة وتحافظ عليها، كالقَسم الذي كان يقوله المصري القديم بأنه لم يلوث النيل، ولم يتسبب في حزن أحد، ولم يتوانَ عن مساعدة من يحتاج إلى عبور النهر.
مقاطع تُظهر علاقة الأزواج، والقَسم الذي يردده كل من الزوجين، وحقوق المرأة التي تجاوزت ما ينادي به الغرب، ونظام التقاضي بين المختصمين لتحقيق العدالة. كما نجد مقاطع من شكاوى الفلاح المصري القديم إلى الفرعون، يطالب فيها بمحاسبة أحد المسئولين الكبار لأنه أخذ منه حماره بما يحمله من غذاء، بعدما قضم بعض الخضراوات من حقله، فأخذ يكتب إلى الملك الفرعون شكاواه، التي تؤكد أن حرية التعبير وُلدت هنا، وأن مقاضاة كبار المسئولين كانت متاحة لدينا منذ آلاف السنين.
إن إرثنا الثقافي والمعرفي والأدبي والاجتماعي والتنظيمي أكبر بكثير مما يعرفه الكثيرون، وسيكون للمتحف الكبير دور مهم في التعريف بما خفي من حضارتنا الثرية بعلومها وثقافتها وقيمها.
إن افتتاح المتحف الكبير سيكون طاقة نور لمصر والعالم، نتعرّف من خلالها على تلك الحضارة التي حيّرت العالم بفرط تقدمها، حتى ادعى البعض أنها جاءت من سكان كواكب أخرى، غير مصدقين أنها إرثنا الحضاري المبهر، وأن أجدادنا بنوا الأهرامات بالمحبة والعمل الجماعي والعلم، لا بضرب السياط والاستعباد كما ادعى بعض الجهلاء الذين لم يدركوا ماذا كان يأكل بناة الأهرامات، ولا كيف كانوا يتلقّون الرعاية الطبية، ولا كيف كانت مساكنهم وتنظيم عملهم.
إن المتحف الكبير يعيد الاعتبار لما تستحقه الحضارة المصرية القديمة، التي علينا أن نتمثل قيمها الراقية، وأن نمضي بها إلى آفاق أوسع، تؤكد أننا جديرون بأن نكون أبناء تلك الحضارة العريقة.