أساتذة تاريخ دولي: افتتاح المتحف الكبير يمثل نقلة حضارية ورسالة من مصر إلى العالم
أكدت مدير معهد دراسات البحر المتوسط الأسبق وأساتذة التاريخ الدولي الدكتورة "سحر سالم" أن افتتاح المتحف المصري الكبير يُعد علامة فارقة في سجل الإنسانية، و يمثل حدثًا حضاريًا عالميًا غير مسبوق.
وأضافت الدكتورة سحر سالم ـ في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن افتتاح المتحف المصري الكبير يبعث رسالة سلام خالدة تنطلق من أرض مصر مهد الحضارة الإنسانية إلى شعوب العالم قاطبة، تعيد من خلالها مصر تجديد عهدها التاريخي كمنارة إنسانية وقلب نابض للقيم والتعايش والمعرفة.
وأكدت أن هذا اليوم لا يُجسّد افتتاح صرح أثري فحسب، بل يعلن عن ميلاد فصل حضاري جديد يؤكد أن مصر لم تغب يومًا عن مشهد الإنسانية ، متابعة " من أرض مصر انطلقت أول فلسفة أخلاقية عرفها التاريخ، وبُنيت قواعد العدالة، وارتُسمت ملامح الكرامة الإنسانية، اليوم تعود مصر لتضع العالم أمام جذور الحكمة وأصول الفكر المستنير" .
وأشارت إلى أن الحضارة المصرية في جوهرها حضارة أخلاق وإيمان وروح، حضارة سلام وعطاء وأبواب مفتوحة للتعايش الإنساني، موضحة أن افتتاح المتحف المصري الكبير تجسيد حي لهذه القيم الممتدة عبر الزمان، دليل على أن ثقافة مصر رسالة مستمرة تنطق بالحياة والعطاء عبر الأجيال.
وأوضحت أن المصريين القدماء أسسوا منظومات أخلاقية وفكرية صارت أعمدة تقوم عليه الإنسانية حتى اليوم، حتى إن كبار علماء المصريات وصفوا مصر بأنها فجر التاريخ وبوابة الحضارة واليوم تعيد مصر تقديم هذه الروح للعالم عبر تحفة حضارية هي أكبر منصة لمعرفة الإنسان بذاته وتاريخه ومسيرته.
وقالت:" إن المتحف المصري الكبير ليس مشروعًا ثقافيًا فقط؛ بل إعلان سلام إنساني شامل وأن مصر تؤكد للعالم إن الحضارة تُبنى بالقيم، وأن مستقبل البشرية يقوم على الحوار والتفاهم وتبادل المعرفة وإن هذا الصرح العظيم رسالة دعوة لنبذ الصراعات وإحياء ضمير الإنسانية.
ونوهت الدكتورة سحر سالم - في ختام تصريحاتها- أن هذا الحدث يؤكد أن مصر ليست فقط أصل الحضارة، بل مستقبلها أيضًا، فكما قدّمت مصر عبر التاريخ نور الحكمة وقيم التوحيد والسمو الروحي، واليوم تجدد رسالتها وتعلن مجددًا دورها كجسر بين الماضي العريق والمستقبل الواعد، وكقوة حضارية تُهدي العالم السلام وتُلهم الشعوب كيف تبني وتُبدع وتتعايش.