محسن محيي الدين.. فنان صنع مجده بين كاميرا يوسف شاهين ومسرح فؤاد المهندس
يحتفل اليوم الفنان محسن محيي الدين بعيد ميلاده، وهو واحد من أبرز الفنانين الذين تركوا بصمة قوية في السينما والمسرح والدراما المصرية، بعد مسيرة فنية امتدت لعقود طويلة وضمّت أكثر من سبعين عملًا متنوعًا بين التمثيل والإخراج. تميز محسن بموهبته المتعددة وحضوره المميز على الشاشة، إلى جانب مواقفه الفنية والإنسانية التي شكّلت جزءًا من شخصيته الفريدة في الوسط الفني.
تخرج محسن محيي الدين في معهد السينما قسم الإخراج، وكانت أولى تجاربه الإخراجية فيلم شباب على كف عفريت عام 1990، الذي جمعه بزوجته الفنانة المعتزلة نسرين. وخلال مشواره الفني، شارك في عدد كبير من الأعمال التي أصبحت من علامات السينما المصرية مثل عالم عيال عيال مع رشدي أباظة وسميرة أحمد، وأفواه وأرانب مع فاتن حمامة ومحمود ياسين، وليلة القبض على فاطمة مع فاتن حمامة، إلى جانب فيلم شباب على كف عفريت.
كما تألق على خشبة المسرح في مسرحية سك على بناتك مع الراحل فؤاد المهندس وشيريهان، وشارك في عدد من المسلسلات الحديثة مثل النهاية، قمر هادي، وفرق توقيت.
ابتعد محسن محيي الدين عن الساحة الفنية لمدة قاربت الثلاثة وعشرين عامًا بعد عرض فيلم اللعب مع الشياطين عام 1991، ما أثار الكثير من الجدل حول اعتزاله الفن، لكنه أوضح لاحقًا أن غيابه لم يكن اعتزالًا، بل كان رغبة منه في التوقف مؤقتًا لـ “تصحيح الأمور”، مشيرًا إلى أنه لا يريد العودة إلا من خلال أعمال تحترم الجمهور وتناقش قضايا واقعية تمس المجتمع.
ورغم ارتباط اسمه بالمخرج العالمي يوسف شاهين، نفى محسن أن يكون شاهين هو من اكتشفه، مؤكدًا أنه تعاون مع مخرجين آخرين قبله مثل كمال ياسين، إلا أن شاهين قدّمه في مجموعة من أهم أفلامه التي شكلت محطة مهمة في تاريخه الفني مثل إسكندرية ليه، حدوتة مصرية، وداعًا بونابرت، واليوم السادس. وأوضح محسن أن الخلاف بينه وبين شاهين بدأ عندما شعر بأن الأخير يحاول تقييد حريته الفنية في بعض التفاصيل أثناء التصوير.
أما عن حياته الشخصية، فقد جمعته قصة حب قوية بالفنانة نسرين منذ سنوات طويلة، بدأت قبل الزواج واستمرت حتى بعد اعتزالها الفن وارتدائها الحجاب، حيث اختارت نسرين الابتعاد عن الأضواء نهائيًا والاكتفاء بحياتها الأسرية مع زوجها.
وأثار محسن محيي الدين الجدل حين تغيب عن جنازة المخرج يوسف شاهين، موضحًا أن السبب يعود لرفضه ما وصفه بـ “تجارة الكاميرات بالأحزان”، مؤكدًا أنه اتخذ هذا الموقف منذ جنازة صديقه عبد الله محمود احترامًا لخصوصية لحظات الوداع وعدم استغلالها إعلاميًا.