«طبول الحرب تقرع في الكاريبي».. أنباء عن هجمات أمريكية مرتقبة ضد فنزويلا
تتزايد التوترات في منطقة الكاريبي، وسط أنباء متصاعدة عن استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ هجمات عسكرية ضد فنزويلا، في إطار التصعيد المستمر منذ سبتمبر الماضي، رغم نفي واشنطن المتكرر لتلك الأنباء رسميًا.
وأفادت تقارير إعلامية بأن الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، قررت استهداف منشآت عسكرية داخل فنزويلا، مشيرة إلى أن الضربات قد تُنفَّذ في أي وقت، قبل أن يسارع ترامب إلى نفي صحة تلك الأنباء.
غير أن نفي ترامب، وفق مراقبين، لا يعني بالضرورة استبعاد خيار الهجوم، إذ يرون أن احتمال تنفيذ واشنطن عمليات عسكرية ضد فنزويلا مرتفع للغاية، خاصة أن الرئيس الأمريكي اعتاد في أزمات سابقة نفي نيات التصعيد قبل الإقدام فعليًا على خطوات عسكرية.
وكان ترامب قد قال الشهر الماضي إنه سيكون هناك «عمل على الأرض في فنزويلا قريبًا»، فضلًا عن تفويضه وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بتنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا، في خطوة اعتبرتها كاراكاس تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
ضربات أمريكية
وحسب ما نشرته صحيفة «ميامي هيرالد» الأمريكية، فإن الإدارة الأمريكية اتخذت قرارًا بمهاجمة منشآت عسكرية داخل فنزويلا، وأن الضربات قد تبدأ في أي لحظة، مع استعداد الولايات المتحدة للانتقال إلى المرحلة التالية من حملتها ضد «كارتل المخدرات» المعروف باسم «سوليس» (Soles).
وتستهدف الهجمات الأمريكية تدمير منشآت عسكرية يستخدمها التنظيم المتورط في «تهريب المخدرات»، والذي تزعم واشنطن أنه بقيادة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ويشرف عليه كبار أعضاء نظامه، وفق الصحيفة.
وتتهم واشنطن مادورو بالضلوع في تجارة المخدرات وتهريبها إلى الأراضي الأمريكية، وهو ما ينفيه الأخير.
وأكدت الصحيفة، نقلًا عن مصادر، أن الأهداف التي قد تُضرب جوًا خلال ساعات أو أيام، مشيرة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن الكارتل يصدر نحو 500 طن من الكوكايين سنويًا تُقسّم بين أوروبا والولايات المتحدة.
ما أفادت به «ميامي هيرالد» يأتي في أعقاب ما نقلته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين مطلعين على المسألة، حيث قالوا إن الإدارة الأمريكية حددت أهدافًا داخل فنزويلا تشمل منشآت عسكرية يُشتبه في استخدامها لتهريب المخدرات.
ووفق الصحيفة، فإنه في حال قرر ترامب المضي قدمًا في تنفيذ الضربات الجوية، فإن الأهداف ستبعث برسالة واضحة إلى الرئيس الفنزويلي بأن «الوقت قد حان للتنحي».
ومنذ أسابيع، يشهد الكاريبي انتشارًا عسكريًا واسعًا للقوات الأمريكية، بما في ذلك حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد آر فورد»، التي تصفها البحرية الأمريكية بأنها «المنصة القتالية الأكثر قدرة وقابلية للتكيف وأكثر فتكًا في العالم»، الأمر الذي تعتبره فنزويلا تحضيرًا لشن هجمات عسكرية.
استعداد فنزويلي
وفي المقابل، طلب الرئيس الفنزويلي من نظيره الروسي فلاديمير بوتين المساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية لبلاده، بما في ذلك ترميم طائرات «سوخوي» الروسية التي اشترتها كاراكاس في وقت سابق، حسب ما نقلته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.
كما أن مادورو، وفق الصحيفة، تواصل مع كلٍّ من الصين وإيران طلبًا لدعم عسكري ومعدات دفاعية، في محاولة لتحصين بلاده أمام أي هجوم محتمل أو ضغط أمريكي متزايد.
وخلال الأيام الماضية، أعلن الرئيس الفنزويلي مادورو أن بلاده تمتلك نحو خمسة آلاف صاروخ أرض–جو روسي الصنع من طراز «إيغلا–S» المحمول على الكتف.
ووصف مادورو هذه الصواريخ قصيرة المدى بأنها «عنصر أساسي في شبكة الدفاع الجوي الفنزويلية»، موضحًا أنها قادرة على إسقاط الطائرات منخفضة التحليق، ومشيرًا إلى أنه تم اختبارها خلال مناورات عسكرية أجريت بأوامر مباشرة منه، في أعقاب التصعيد الأمريكي الأخير.
وبدأ التوتر بين البلدين في سبتمبر الماضي، بعدما بدأت الولايات المتحدة شن سلسلة غارات جوية استهدفت تجار مخدرات مشتبهًا بهم يعملون قبالة السواحل الفنزويلية، في أول استخدام معلن للقوة الجوية الأمريكية ضد شبكات تهريب المخدرات خارج مناطق النزاع التقليدية.
وتؤكد الإدارة الأمريكية أن واشنطن تخوض "حربًا ضد إرهاب المخدرات" القادم من فنزويلا، معتبرة أن الضربات الجوية مشروعة وضرورية بعد فشل الأساليب التقليدية، مثل ملاحقة أفراد تلك الشبكات أو مصادرة شحناتهم، في الحد من تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة.