رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"واشنطن بوست": طفرة الذكاء الاصطناعي تستحدث 16 وظيفة جديدة

1-11-2025 | 17:10


الذكاء الاصطناعي

دار الهلال

وسط الاعتماد المتزايد للشركات الأمريكية على الذكاء الاصطناعي، وإلغاء الكثير من الوظائف المكتبية، فإن طفرة الذكاء الاصطناعي خلقت في الوقت نفسه 16 وظيفة جديدة لم تكن موجودة من قبل، مع تسارع وتيرة تبني الشركات لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، ومن بين هذه المسميات الجديدة؛ "مهندس تنسيق الأنظمة"، و"مصمم المحادثات"، و"مهندس التعاون البشري مع الذكاء الاصطناعي"، و"مهندس معرفة"، وهي أدوار لم يسمع بها أحد حتى وقت قريب.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن شركات كبرى مثل "وولمارت"، التي تعد أكبر جهة توظيف خاصة في البلاد، إلى شركات التكنولوجيا مثل "سيلزفورس" و"وركداي"، ومكتب المحاسبة العالمي "كيه بي إم جي"، تتسابق المؤسسات الكبرى لابتكار وظائف جديدة تواكب ثورة الذكاء الاصطناعي، لافتة إلى أن بعض هذه الوظائف ظهرت حديثًا، وبعضها يمثل تطورا لأدوار سابقة أعيدت صياغتها لتشمل مهام ومسؤوليات مختلفة تتناسب مع المرحلة الجديدة من التحول الرقمي.

وتأتي هذه التحولات في وقت يتزايد فيه القلق بين العاملين من خطر استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي، خاصة بعد تحذيرات بعض الرؤساء التنفيذيين من فقدان ملايين الوظائف خلال السنوات المقبلة، إلا أن خبراء سوق العمل يرون أن هذه المرحلة تمثل بداية "عصر جديد من العمل" يقوم على تعاون البشر والذكاء الاصطناعي جنبا إلى جنب.

وقال مارك مورو، الباحث في معهد بروكينجز إن "ما نراه اليوم يعكس ديناميكية أساسية لتقنية جديدة تكتسح الاقتصاد"، موضحا أن بعض هذه الوظائف قد تكون محدودة التأثير، بينما قد تنمو أخرى أكثر مما يُتوقع، في حين قد تظهر أدوار جديدة لا يمكن تصورها الآن.

ووفقا لبيانات موقع "لينكدإن" الاجتماعي للأعمال، فإن نحو 20% من العاملين الأمريكيين اليوم يشغلون وظائف لم تكن موجودة في عام 2000، ومع صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي، تتسارع هذه التحولات بشكل غير مسبوق، حيث تخلق وظائف جديدة دون وجود معايير موحدة لمسمياتها أو توصيفها الوظيفي، إذ يمكن أن يظهر الدور التقني الواحد تحت أكثر من 40 مسمى مختلف.

وقال كوري كانتينجا، رئيس قسم الاقتصاد في "لينكدإن" بأمريكا الشمالية: "لقد كان الذكاء الاصطناعي موجودًا منذ فترة طويلة، لكن حجم استخدامه الآن أصبح أوسع من أي وقت مضى، ولذلك تحتاج الشركات إلى وظائف جديدة لتسهيل هذا التحول".

وذكرت روث هيكن، نائبة رئيس قسم "ابتكار القوى العاملة" في شركة "سيلزفورس" التكنولوجية الأمريكية، أن الشركة "تستحدث وظائف جديدة طوال الوقت"، موضحة أن ذلك لا يرتبط فقط باستراتيجيات الشركة، بل أيضا "بالطريقة التي تُعيد بها التكنولوجيا تشكيل سوق العمل".

وتضمنت الوظائف المستحدثة، "مصمم المحادثات بالذكاء الاصطناعي" الذي يبتكر لغة التفاعل وتدفق الحوار وشخصية الأنظمة الذكية لتكون سهلة الاستخدام ومفيدة وجذابة، و"مهندس المعرفة" الذي يقدم للذكاء الاصطناعي الخبرة البشرية التي تشكل نظامه الذكي، وتساعده في تنفيذ المهام بدقة ضمن السياق المناسب، أما "مصمم التفاعل" مسؤول عن تصميم نماذج التفاعل بين البشر والأنظمة الذكية وضمان الثقة والتعاون بين الطرفين، فيما يعمل "مهندس الفن بالذكاء الاصطناعي" على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى بصري مبتكر يعكس هوية العلامة التجارية.

كما شهدت السوق توسعا في وظيفة "مهندس المحفزات"، التي ظهرت قبل عامين وأصبحت اليوم من أكثر الأدوار طلبا، حيث تتولى شركات مثل "أدوبي" الأمريكية توظيف مختصين في تصميم وتطوير السيناريوهات والحوارات الذكية وتكييفها لتناسب تطبيقات مختلفة، شريطة امتلاك خبرة في الذكاء الاصطناعي وتطوير المنتجات المعتمدة على النماذج اللغوية الضخمة.

وهناك أيضا عدد من الوظائف التي تشرف على دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات التشغيلية وتنظيم التعاون بين الإنسان والآلة، مثل "قائد التعاون البشري مع الذكاء الاصطناعي"، الذي يضع استراتيجيات العمل المشترك بين الفرق البشرية والأنظمة الذكية لتحقيق أهداف الشركة وتحسين الأداء، وكذلك وظيفة "المسؤول الاستراتيجي عن تبني التقنيات"، الذي سيكون مسؤولًا عن مواءمة أنظمة الذكاء الاصطناعي مع هيكل الأعمال والتخطيط الوظيفي وضمان قبولها من الموظفين، مع اشتراط معرفة بأسس الأمان والأخلاقيات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وفي القطاع التقني، يوجد العديد من الوظائف المستحدثة، مثل "مهندس الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي"، الذي يتولى وضع ضوابط لحماية الاستخدام الأخلاقي للتقنيات الذكية، وهناك أيضا "مهندس التنسيق"، الذي يربط بين الأنظمة والأدوات المختلفة ويضع الحدود والضوابط التشغيلية للأنظمة الذكية، كما تتزايد الحاجة إلى "مهندسي الذكاء الاصطناعي" في قطاعات غير تقنية حيث يُكلف المهندس ببناء حلول ذكية قابلة للتوسع، بينما يعمل "مهندس بنية الذكاء الاصطناعي" على تصميم وإدارة البنية التحتية الخاصة بالتعلم الآلي والبيانات والسحابة الإلكترونية.