نظم فرع ثقافة بورسعيد عددا من اللقاءات التثقيفية والأدبية ضمن أجندة فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وفي إطار برامج وزارة الثقافة التي تهدف إلى نشر الوعي الثقافي والفني بالمحافظات.
وتزامنا مع افتتاح المتحف المصري الكبير، عقد بيت ثقافة أم خلف لقاء بعنوان "المتحف المصري الكبير.. جسر بين الماضي والحاضر"، تحدثت خلاله سمية حسن عن أهمية المتحف بوصفه أحد أبرز المشاريع الحضارية في العصر الحديث، لما يمثله من رؤية مصرية تسعى للحفاظ على التراث العريق وتقديمه للعالم بأحدث التقنيات.
وأشارت إلى أن المتحف يمثل رمزا ثقافيا عالميا يسهم في دعم السياحة وجذب الزوار من مختلف دول العالم، كما يعكس رسالة مصر بأن حضارتها لا تموت بل تتجدد في كل عصر.
أعقب ذلك ورشة تصميم أعمال فنية مستوحاة من التراث باستخدام قماش الجوخ والكانسون وورق الناصبيان، تدريب الفنانة منار نور الدين، في أجواء تفاعلية.
من ناحية أخرى، وضمن الأنشطة المنفذة بإشراف إقليم القناة وسيناء الثقافي، بإدارة د. شعيب خلف، من خلال فرع ثقافة بورسعيد، بإدارة وسام العزوني. نظم نادي أدب النصر ندوة بعنوان "التحول الرقمي ودوره في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي"، أدارها الشاعر عادل الشربيني، وشارك بها الأديب والناقد عبد الفتاح البيه، والشاعر محمد عبد القادر، بحضور لفيف من الأدباء والمثقفين.
استهل الشاعر عادل الشربيني الندوة معربا عن شكره لنادي أدب النصر على استضافته الفعالية، مشيدا بعنوانها الذي رأى أنه رغم ما قد يبدو عليه من تعقيد، يتناول قضية واضحة تجمع بين التحول الرقمي كأداة فعالة في توثيق التراث، وبين التراث الشعبي غير المادي الذي يشمل الفنون القولية والمرئية والمسموعة، وفق تصنيف منظمة اليونسكو المعنية بالحفاظ على مختلف أشكال التراث.
وفي كلمته، تناول الأديب عبد الفتاح البيه التعريفات المتعددة لمفهوم التحول الرقمي وأشكال التراث الشعبي، مستعرضا نماذج متنوعة من الثقافة المصرية القديمة والحديثة.
كما أشار إلى إيجابيات وسلبيات التحول الرقمي، مؤكدا أهمية توظيفه في توثيق التراث الشعبي بما يخدم الهوية الوطنية، معربا عن أمله في أن تنطلق تلك الجهود من محافظة بورسعيد لتكون أول محافظة رقمية في مصر.
كما حذر في الوقت ذاته من سيطرة التكنولوجيا بتقنياتها المتعددة، وخاصة الذكاء الاصطناعي، لما قد يسببه من تأثيرات سلبية على العقول والأسر والمجتمعات.
من ناحيته، استعرض الشاعر محمد عبد القادر الفروق بين التراث المادي وغير المادي، موضحا أن آلة السمسمية تعد تراثا ماديا يميز مدن القناة، بينما يعد فن العزف عليها تراثا غير مادي.
وأشار إلى تنوع أشكال آلة السمسمية واختلافها من حيث الشكل والحجم وعدد الأوتار وخامة الصنع، مؤكدا أنها آلة بلا مقاييس محددة، مما يجعلها ظاهرة فنية متفردة.
واختتم الندوة بحديث عن التطور التاريخي للآلة حتى وصولها إلى مدن القناة وما أنجبته من فنانين كبار أثروا الحياة الفنية الشعبية.