قام المهندس عبد المطلب عماره محافظ الأقصر، واللواء مهندس عمرو عبد المنعم رئيس هيئة تنمية الصعيد، مساء اليوم /الاثنين/، بجولة ميدانية موسعة شملت وضع حجر الأساس لعدد من المشروعات التنموية الجديدة وافتتاح مجمع الصناعات الغذائية والتعبئة بقرية الكيمان بمركز إسنا .

وبدأت الجولة بوضع حجر الأساس لمشروع إنشاء منطقة الورش الحرفية بقرية منشية النوبة بمركز الطود، التي تهدف إلى نقل الورش الحرفية من داخل الكتل السكنية إلى موقع آمن ومنظم خارج التجمعات السكنية، بما يضمن بيئة عمل مرخصة وآمنة للحرفيين .

وتُقام المنطقة على مساحة 10 أفدنة، وتشمل المرحلة الأولى 30 ورشة من إجمالي 86 ورشة، وسيتم البدء الفوري في تنفيذها، ويتضمن المشروع سورًا خارجيًا للمجمع ومسجدًا بمساحة 150 مترًا مربعًا، ومنطقة كافتيريا، وشوارع بينية داخلية تفصل الورش، وساحات انتظار، ومنطقة للخزانات وغرف المحولات، وذلك في إطار خطة الدولة لتطوير الصناعات الحرفية وتشجيع التشغيل الذاتي للشباب .

كما وضع المحافظ ورئيس الهيئة حجر الأساس لمجمع إنتاج مركزات وعجينة الطماطم بقرية النمسا بمركز إسنا، والذي يُقام على مساحة 6 أفدنة، ويضم سورًا خارجيًا، وبوابة دخول، وساحة انتظار للسيارات، ومبنى للمصنع يحتوي على ثلاجة ومبنى خطوط الإنتاج ودورات مياه وغرف لتغيير الملابس، بالإضافة إلى أماكن خاصة بخزانات الغاز الطبيعي والمياه .

ويأتي المشروع في إطار الاستفادة من الميزة التنافسية لمحافظة الأقصر في إنتاج الطماطم خلال العروة الشتوية (من يناير حتى منتصف أبريل)، حيث تبلغ المساحة المنزرعة بالمحصول هذا الموسم نحو 30 ألف فدان، بإنتاجية تتراوح بين 25 إلى 40 طنًا للفدان الواحد .

ويهدف المجمع إلى تحقيق قيمة مضافة لمحصول الطماطم عبر تحويل كل 8 كجم من الطماطم الطازجة إلى 1 كجم من عجينة الطماطم، والتي تُستخدم لاحقًا في صناعة الكاتشب وصلصة الطماطم بالمصانع الكبرى بالقاهرة.
ويساهم المشروع في تقليل نقل المحصول الخام لمسافات طويلة، مما يقلل استهلاك الوقود، ويخفف الضغط على الطرق، ويحد من الحوادث، فضلًا عن توفير فرص عمل جديدة لأبناء المحافظة، كما أن عجينة الطماطم المصرية ذات جودة عالية ولها طلب عالمي للتصدير.

كما افتتح المحافظ ورئيس الهيئة مجمع الصناعات الغذائية والتعبئة المتخصص في تجفيف الطماطم بمركز إسنا، والذي يُعد نموذجًا ناجحًا للتعاون بين محافظة الأقصر وهيئة تنمية الصعيد في استغلال الميزة التنافسية للمحاصيل الزراعية .

ويُقام المجمع على مساحة 8.5 فدان، ويضم 3 مناشر بمساحة 1200 متر لكل منها، ومبنى إداري يحتوي على مكاتب إدارية، ومبنى للثلاجات، ومبنى لدورات المياه، وهنجر يضم خطي إنتاج: الأول للغسيل والفرز والتقطيع، والثاني للغربلة والتعبئة، ويوفر المجمع من 120 إلى 150 فرصة عمل مباشرة، خاصة للسيدات الريفيات، وتم إنشاؤه وترفيقه بالكامل بالتعاون بين محافظة الأقصر وهيئة تنمية الصعيد، وتم طرحه للاستثمار وترسيته على شركة أفرولاند للتنمية المستدامة والزراعات النظيفة، التي سوف تقوم بإدارة المجمع، على أن يبدأ التشغيل الفعلي في أول يناير 2026.

واختتم المحافظ ورئيس هيئة تنمية الصعيد جولتهما بزيارة قرية المحاميد بمركز أرمنت؛ لمعاينة الموقع المقترح لإنشاء مجمع لإنتاج شتلات القصب ومنشر إضافي لتجفيف الحاصلات الزراعية على قطعتين متجاورتين.

ويأتي هذا المشروع في إطار دعم محصول القصب بإعتباره من المحاصيل الاستراتيجية بالمحافظة، حيث تبلغ المساحة المزروعة به نحو 62 ألف فدان، ويعمل المشروع على التوسع في نظام الزراعة بالشتل الذي يرفع إنتاجية الفدان من 35 طنًا إلى نحو يتراوح ما بين 55 - 60 طنًا، ويوفر المياه والأسمدة والعمالة، مما يخفض تكاليف الإنتاج ويرفع دخل المزارعين ويُحسن جودة الحياة في الريف الأقصري.

وأكد المهندس عبد المطلب عماره أن هذه المشروعات تمثل خطوة حقيقية نحو تحقيق تنمية زراعية وصناعية مستدامة، مضيفًا أن "الأقصر معروفة بنشاطها السياحي، ونعمل الآن على دعم الزراعة والصناعات القائمة عليها، وتشغيل الشباب، وتحقيق قيمة مضافة لمحاصيلنا الزراعية" .

وأعلن المحافظ عن موافقته على تخصيص قطعة أرض لإنشاء مدرسة فنية متخصصة في تجفيف الطماطم، مؤكدًا أن هذا النشاط أصبح صناعة واعدة داخل قرية الكيمان.

ومن جانبه، أعرب رئيس هيئة تنمية الصعيد عن سعادته بالتعاون المثمر بين الهيئة والمحافظة والقطاع الخاص، موضحًا أن الهدف هو تعظيم القيمة المضافة للمحاصيل الزراعية وتحقيق التنمية المستدامة لأبناء الصعيد، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين القطاع العام والقطاع الخاص.