رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


شخصيات صنعت تاريخ.. عائشة التيمورية أول امرأة كتبت بالعربية

5-11-2025 | 08:48


عائشة التيمورية

فاطمة الزهراء حمدي

تُعد عائشة عصمت إسماعيل محمد كاشف تيمور، الشهيرة بعائشة التيمورية، واحدة من أبرز رائدات النهضة الأدبية والفكرية في مصر والعالم العربي في القرن التاسع عشر. وُلدت في حي باب الخلق بالقاهرة عام 1840م، ونشأت في بيتٍ محبٍ للعلم والأدب، إذ كان والدها من أصل كردي تركي يعمل في الأرشيف الأوروبي لمحمد علي باشا، ويمتلك مكتبة عامرة بالمؤلفات التي أفادتها كثيرًا في تكوينها الثقافي والفكري. تلقت تعليمها في المنزل فدرست القرآن الكريم، وتعلمت اللغات العربية والتركية والفارسية، حتى أتقنت النحو والعروض على أيدي معلمين ومعلمات من أهل العلم في عصرها.

 

أتقنت عائشة التيمورية النحو والعروض على يد معلمتين من أهل العلم في ذلك العصر، وكتبت العديد من الكتب منها ما هو دواوين شعرية وكتب نثرية وقصص أدبية، ونشرت العديد من المقالات في مجلات وصحف زمانها مثل «الآداب» و«المؤيد».

 

كتبت عائشة التيمورية شعرها العربي باسمها الحقيقي، بينما كتبت شعرها التركي والفارسي باسم «عصمت»، ووقّعت أعمالها النثرية باسم «التيمورية». وقد تميز شعرها بنقائه من الهجاء، وبنزعة دينية واضحة كانت تعبّر عنها بصيغة المذكر، كما اشتهرت بأنها أول امرأة عربية كتبت قصة كاملة، وأول من نبغ من المصريات في الشعر والأدب.

 

وقد كتبت الشعر بثلاث لغات هي العربية والفارسية والتركية، وأبدعت في أعمال نثرية تُعد من بشائر الأدب القصصي الحديث، حتى أصبحت صاحبة أولى الكتابات المدونة للمرأة العربية في العصر الحديث.

 

صاحبة أولى الكتابات المدونة للمرأة العربية

 

تُعد مؤلفات عائشة التيمورية أولى الكتابات الأدبية التي دوّنتها امرأة عربية في العصر الحديث من شعر ونثر، ويمكن القول إنها فتحت الباب أمام المزيد من النساء للتعبير عن أنفسهن وإبراز أصواتهن الأدبية والفكرية. وقد اعتبرتها كثير من الكاتبات اللاحقات مصدر إلهامٍ ومثابرة، إذ جسدت بعطائها وإصرارها نموذج المرأة الواعية بحقها في المشاركة الثقافية والفكرية.

 

إنجازات رائدة الأدب النسوي

 

عائشة التيمورية كانت أول امرأة كتبت بالعربية قصة كاملة وهي نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال.

كما كانت أول امرأة في مصر تنبغ في الشعر والأدب في العصر الحديث، وأول من تمردت على وضع المرأة التقليدي، فتركت أعمالها المنزلية واتجهت إلى الإبداع الأدبي والفكري.

كانت أيضًا أول من عالجت الموضوعات الاجتماعية ومسألة نهضة المرأة المصرية، حيث كتبت عام 1892م مقالات نقدية مهمة تناولت أوضاع النساء ودورهن في المجتمع، وكانت من أوائل النساء اللاتي حرصن على حضور مجالس الأدب والعلم، غير عابئة بنظرة المجتمع آنذاك.

 

مؤلفات عائشة التيمورية

 

كتبت عائشة التيمورية العديد من المؤلفات المتنوعة بين الشعر والنثر، من أبرزها:

 

نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال: قصة أخلاقية اجتماعية تُعد أول قصة عربية تكتبها امرأة.

 

مرآة التأمل في الأمور: رسالة وجيزة تقع في 16 صفحة.

 

حلية الطرز: ديوان شعر بالعربية صدر عام 1884م.

 

ديوان عصمت: يضم شعرها التركي والفارسي.

 

اللقاء بعد الشتات: رواية تناولت فيها موضوعات إنسانية واجتماعية.

 

 

أثرها وإرثها الأدبي

 

لم تكن عائشة التيمورية مجرد شاعرة أو أديبة، بل كانت رمزًا للريادة النسوية في زمنٍ كانت مشاركة المرأة في الحياة العامة محدودة. آمنت بأن القلم وسيلة للحرية، وأن الأدب رسالة للنهضة، فكتبت بصدقٍ وإخلاص عن قضايا مجتمعها وهموم نسائه.

 

ورحلت الأديبة الكبيرة عائشة التيمورية عن عالمنا في الثاني من مايو عام 1902، عن عمر ناهز الثانية والستين، غير أن أثرها ظل حاضرًا في تاريخ الأدب الحديث، وفي ذاكرة الوجدان العربي، باعتبارها منارة مضيئة في مسيرة الإبداع النسوي وأول من شقّت الطريق أمام المرأة العربية لتكون صانعة للكلمة ومبدعة في الفكر والأدب.