أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته أن رومانيا تمثل ركيزة أساسية في منظومة الردع والدفاع للحلف، مشيدًا بدورها الفاعل في تعزيز أمن الجناح الشرقي للناتو ودعم الاستقرار الإقليمي.

وقال روته - خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم الأربعاء مع رئيس رومانيا نيكوشور دان في بوخارست - إن رومانيا ظلت على مدى أكثر من 20 عامًا حليفًا ثابتًا وموثوقًا، مشيرًا إلى أنها تستضيف القوات البرية المتقدمة التابعة للناتو بقيادة فرنسية، والتي تعزز جاهزية الحلف وردعه على الجبهة الشرقية. 

وأضاف أن تدريبات "داسيان فول 2025"، التي ستجري الأسبوع المقبل؛ ستختبر رفع مستوى الحضور العسكري من كتيبة إلى لواء كامل، في خطوة تعكس قدرات الناتو على التوسع السريع والتكيف العملياتي.

وشدد على الأهمية الإستراتيجية لمنطقة البحر الأسود بالنسبة للحلف، مثمنًا جهود رومانيا وبلغاريا وتركيا في توسيع عمليات نزع الألغام والدوريات البحرية في المنطقة.. كما أشاد بمساهمات رومانيا في بعثات الناتو في كوسوفو والعراق، ودعمها المتواصل لأوكرانيا .

وأشار روته إلى أن رومانيا "تقود بالقدوة" في مجال الإنفاق الدفاعي، إذ تجاوزت بالفعل نسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وتخطط لزيادتها إلى 3.5% بحلول عام 2030، مع تخصيص 1.5% إضافية للاستثمارات الدفاعية والأمنية.. وقال: إن رومانيا مستثمرة في الناتو، والناتو بدوره مستثمر في رومانيا.

وفيما يتعلق بالتهديدات الجوية الأخيرة، أكد روته أن اختراق الطائرات الروسية المسيرة للأجواء الرومانية جرى التعامل معه بجدية.. وقال: "مهما كانت النوايا؛ فإن الناتو يأخذ هذه الحوادث على محمل الجد وسنظل متيقظين". 

وأوضح أن الردع هو حجر الأساس في دفاع الحلف، وأن "الناتو جاهز وقادر على الدفاع عن كل شبر من أراضيه برا وبحرا وجوا".

كما أعلن روتّه أنه سيشارك اليوم وغدًا في منتدى صناعة الدفاع لحلف الناتو في بوخارست، مثمنًا استضافة رومانيا لهذا الحدث الذي "يجسد التعاون الوثيق بين الجانبين العسكري والمدني، وبين الحكومات والصناعات الدفاعية". 

وأكد أن الحلف يعمل بشكل وثيق مع القطاع الصناعي لتسريع عمليات الابتكار والتصنيع والتوريد، بهدف سد الفجوة بين القدرات الحالية والاحتياجات المستقبلية.. مضيفا: علينا أن نُسرّع الإنتاج ونُقلل التكاليف ونُحافظ على التفوق التقني، لأن خصومنا سيواصلون اختبارنا، ويجب ألا نجد أنفسنا غير مستعدين.
واختتم روتّه تصريحه بالقول: لدينا عمل حيوي يجب أن ننجزه معًا لضمان بقاء الحلف قويًا وموحدًا وقادرًا على مواجهة أي تحديات مستقبلية.