رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مجلة الهلال تطلب قصة «تقرأها السيدات».. «مباراة جائزتها عشرون جنيهًا» في ثلاثينات القرن الماضي

6-11-2025 | 11:10


مجلة الهلال 1934

بيمن خليل

تحت شعار «مباراة جائزتها عشرون جنيهًا»، أطلقت مجلة الهلال في ثلاثينيات القرن الماضي مسابقتها الأدبية الكبرى، في وقت كانت فيه هذه الجائزة تُعد ثروة حقيقية، جاءت المسابقة لرصد الأقلام الجديدة والقصص التي تلتقط نبض الحياة المصرية المعاصرة وتصوغها في عشر صفحات فقط.

كانت دعوة «الهلال» صريحة لاكتشاف جيلٍ جديد من الكتّاب، ورهانًا جريئًا على أن الأدب العربي قادر على مواكبة العصر وتصوير واقعه بصدق وجرأة، وحين ضمّت لجنة التحكيم أسماء كبيرة مثل خليل مطران ومنصور فهمي ومصطفى عبد الرازق، كان واضحًا أن معركة الإبداع قد بدأت بالفعل على صفحات المجلة.

كتابة قصة عصرية.. تقرأها السيدات

ومن اللافت أن نلاحظ أن نصّ الإعلان الأصلي للمسابقة تضمّن عبارة «قصة يمكن نشرها في مجلة كالهلال تقرأها السيدات»، في إشارةٍ إلى حرص المجلة على أن يتحلّى العمل الأدبي بالذوق الرفيع والأسلوب المهذّب والفكرة السامية، بما يتناسب مع مكانتها كمجلة ثقافية راقية تُخاطب جمهورًا واسعًا من القرّاء والمثقفين. كانت تلك العبارة تعبيرًا عن وعي الهلال الأخلاقي والثقافي، لا تقييدًا للإبداع، بل دعوة لأن يجمع الأدب بين الحرية والجمال والاحترام.

نص الإعلان الأصلي عن الجائزة.. تشجيع النهضة الأدبية

وجاء في نص الإعلان عن الجائزة من أرشيف «الهلال» في عددها الصادر في الأول من يناير 1934:

يری «الهلال» من واجبه تشجيع النهضة القصصية في الأدب العربي الحديث، ومن أجل ذلك قد أقمنا هذه المباراة وعينا لها جائزة قدرها «عشرون جنيها مصريا».

فالمطلوب من الأدباء وضع قصة عصرية تتناول ناحية من نواحي حياتنا الاجتماعية الحاضرة على أن لا تزيد صفحاتها على عشر من حجم صفحات الهلال - ولسنا نبغي تقييد الأدباء بقيود كثيرة بل نترك لهم مجال الابتكار واسعا، وإنما يجب أن تكون القصة مما يمكن نشره في مجلة كالهلال تقرأها السيدات، كما يجب أن تكون من وضع المؤلف ومما لم ينشر بعد وليس فيه أثر للنقل أو الترجمة أو الاقتباس.

دقّة في التقديم وشروط تضمن النزاهة

ويجب أن تكون القصة المرسلة جلية واضحة الخط وأن تكتب على وجه واحد من الورق وأن تمضى بإمضاء مستعار، على أن يرفق بها ظرف صغير فيه الإمضاء المستعار والاسم الحقيقي والعنوان كاملاً - وتوضع القصة والظرف الصغير في ظرف كبير - وترسل مسجلة على: مجلة الهلال قصر الدوبارة_ مصر، وآخر ميعاد لقبول القصص هو يوم ٣١ مارس سنة ١٩٣٤.

لجنة التحكيم.. قامات أدبية وفكرية بارزة

وقد ألفت لجنة التحكيم من الأساتذة الأجلاء: خليل مطران - منصور فهمى - مصطفى عبد الرازق .

ولهذه اللجنة أن تقسم الجائزة بين متسابقين أو ثلاثة إذا رأت ذلك، وسننشر القصة أو القصص الفائزة في «الهلال» وقبل إرسال القصة يحسن بكل متبارٍ أن يطالع بدقة الشروط المتقدمة كي لا يخل بها.