في ذكرى ميلادها.. زوزو حمدي الحكيم رمز القوة والجرأة في السينما المصرية
في مثل هذا اليوم، الثامن من نوفمبر، تحل ذكرى ميلاد واحدة من أيقونات الفن المصري زوزو حمدي الحكيم، الفنانة التي جمعت بين الموهبة والثقافة والجمال، فكانت من أوائل خريجات معهد التمثيل وأول من فتح الباب أمام المرأة المصرية لتقتحم هذا المجال، تاركة بصمة خالدة في المسرح والسينما والإذاعة والتليفزيون.
وُلدت زوزو في قرية سنتريس بمحافظة المنوفية عام 1912، وتخرجت من مدرسة المعلمات العليا قبل أن تترك التعليم وتتجه إلى التمثيل، مدفوعة بشغفها بالفن. التحقت بمعهد التمثيل الذي أنشأه زكي طليمات وكانت أول فتاة تدرس فيه، لتتخرج عام 1935 وتبدأ مشوارها بالانضمام إلى الفرقة القومية تحت إشراف الشاعر خليل مطران، حيث قدمت مجموعة من المسرحيات البارزة مثل الملك لير والنسر الصغير والستات ما يعرفوش يكذبوا.
قدّمها يوسف وهبي للسينما في فيلم الدفاع عام 1935، لتبدأ مسيرة طويلة تميزت فيها بأدوار الشر والمرأة القوية، ومن أشهر أفلامها: ريا وسكينة، المومياء، ليلى بنت الفقراء، قاهر الظلام، وإسكندرية ليه مع يوسف شاهين.
وكان فيلم ريا وسكينة من أهم محطاتها، إذ اعتبرته الدور الأقرب لقلبها رغم قسوته، مشيرة إلى أن المخرج صلاح أبو سيف خاطر بإسناد البطولة لها ولنجمة إبراهيم رغم اعتراض المنتجين، ليصبح الفيلم نقطة تحول في حياتها الفنية.
بعيدًا عن الأضواء، كانت زوزو مثقفة من الطراز الأول، أقامت صالونًا أدبيًا في بيتها جمع كبار الأدباء والصحفيين، من بينهم زكي مبارك ومحمد التابعي الذي تزوجته لفترة قصيرة. كما سافرت إلى الكويت في ستينيات القرن الماضي لتشارك في تأسيس معهد التمثيل هناك مع زكي طليمات، حيث عملت بالتدريس لأربع سنوات.
ارتبط اسم زوزو حمدي الحكيم بأسطورة أدبية لا تُنسى، إذ كانت – وفق ما روت في أحد حواراتها – ملهمة الشاعر إبراهيم ناجي لقصيدته الشهيرة الأطلال التي غنتها أم كلثوم عام 1965.
وقالت إن ناجي، الذي كان طبيب والدتها، أحبها من النظرة الأولى، وأنها حين استمعت للأغنية بعد وفاته شعرت أنها تعرف كلماتها، لتكتشف أن أبياتها كانت مكتوبة على روشتات طبية كتبها لوالدتها.
لم يقتصر إبداع زوزو على السينما، بل تألقت أيضًا في التلفزيون والإذاعة، فكان من أبرز مسلسلاتها: مذكرات زوج، محمد رسول الله، ألف ليلة وليلة، وأبناء في العاصفة، إلى جانب مسلسلات إذاعية مثل العسل المر والحب المستحيل.
عاشت زوزو حمدي الحكيم سنواتها الأخيرة في عزلة بعد إصابتها بالشلل، حتى رحلت في 18 مايو 2003 عن عمر يناهز 91 عامًا، تاركة إرثًا فنيًا وثقافيًا نادرًا جعلها واحدة من رموز الزمن الجميل.