رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


دوستويفسكي… حين يصبح الأدب مرآة للإنسان والثقافة

11-11-2025 | 03:50


دوستويفسكي

فاطمة الزهراء حمدي

لم يكن فيودور دوستويفسكي مجرد روائي بارز، بل كان مفكراً إنسانياً عميق النظرة، استطاع أن يحول آلامه وتجارب حياته القاسية إلى أدب خالد يلامس أعماق النفس البشرية، تناولت أعماله أسئلة الوجود، والصراع بين الخير والشر، ومعنى الحرية والمسؤولية، مما جعله واحداً من أهم من كتب في التحليل النفسي قبل ظهور علم النفس الحديث. 

وُلِد في 11 نوفمبر عام 1821 في مدينة موسكو، لأسرة متوسطة الحال؛ كان والده طبيباً في مستشفى للفقراء، وهذا جعله يقترب منذ صغره من معاناة الناس وآلامهم. عاش دوستويفسكي طفولة صعبة فقد فيها والدته مبكراً، ثم توفي والده في ظروف غامضة، فأثّرت هذه الأحداث على شخصيته وشكّلت بدايات تساؤلاته حول الألم والعدالة والقدر.

في شبابه التحق بالجيش ثم شارك في حلقات فكرية تنتقد الحكم القيصري، فألقي القبض عليه عام 1849 وصدر بحقه حكم بالإعدام، لكن الحكم خُفف في اللحظات الأخيرة إلى السجن والأشغال الشاقة في سيبيريا.

 كانت تلك السنوات نقطة تحول كبرى في حياته؛ إذ خرج منها أكثر إيماناً بقدرة الإنسان على تحمل الشدائد، وأكثر معرفة بأعماق النفس البشرية.

بعد عودته من المنفى، واجه أزمات مالية قاسية، لكنه رغم ذلك كتب روايات تُعد من أعظم ما عرفه الأدب العالمي، أبرزها: "الجريمة والعقاب"، "الأبله"، "الشياطين"، و"الإخوة كارامازوف"، امتازت أعماله بالغوص العميق في النفس الإنسانية، والتحليل الدقيق لصراع الخير والشر، والحديث عن الحرية والذنب والتوبة والإيمان.

نال دوستويفسكي شهرة واسعة في سنواته الأخيرة، وأصبح اسمه مرتبطاً بالأدب الروسي والفكر الفلسفي، توفي في 9 فبراير عام 1881 في مدينة سانت بطرسبرغ، وشيعه آلاف المواطنين في جنازة كبيرة، وما يزال اسمه حتى اليوم رمزاً للأدب الذي يفتح أبواب النفس ويكشف أسرارها.