الأوضاع في غزة.. خرق جديد من الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار وفتح معبر زيكيم لإدخال المساعدات
شهد قطاع غزة اليوم، استهداف إسرائيلي لأنحاء من شمال القطاع، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ 10 أكتوبر الماضي، فيما قررت قوات الاحتلال فتح معبر زيكيم شمال غزة لإدخال المساعدات.
غارات على خان يونس
ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، عملية نسف شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مستهدفا مناطق محاذية للخط الفاصل، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية، حيث أفادت مصادر محلية بأن انفجارات عنيفة دوّت في المنطقة عقب العملية، وسط تحليق مكثف للطائرات الحربية والاستطلاعية في أجواء الجنوب.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، صباح اليوم، ثلاث غارات على مناطق شمال شرقي بلدة بيت لاهيا داخل الخط الأصفر شمالي قطاع غزة ومحيط منطقة التعليم في شمال غزة، وسط تحليق مكثف في أجواء المنطقة.
وأطلقت زوارق الاحتلال الحربية نيرانها بكثافة في عرض البحر جنوب القطاع، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.
فتح معبر زيكيم
وأعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، فتح معبر زيكيم شمال قطاع غزة لإدخال شاحنات المساعدات، حيث قالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية "كوجات"، التي تشرف على تدفق المساعدات في بيان، إن إسرائيل فتحت معبر زيكيم شمال غزة للسماح بدخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع اليوم.
وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فُتح معبر زيكيم لدخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة، بناءً على موافقة القيادة السياسية، موضحة أن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ستتولى إيصال المساعدات بعد فحص أمني من قِبل هيئة المعابر البرية التابعة لوزارة جيش الاحتلال.
تسليم جثث الأسرى
وفي بيان له، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إنه لا يزال هناك 4 محتجزين قتلى في قطاع غزة، متوقعًا تنفيذ اتفاق إعادة الجثامين بشكل كامل.
وأوضح أن سلاح الجو جاهز لاستئناف القتال إلى جانب قيادة الجنوب ويواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب، حسب قوله.
تحذير أممي من الأوضاع في غزة
فيما قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة لا تزال مروعة بعد مرور شهر على وقف إطلاق النار، مشيرة إلى استمرار سقوط ضحايا يوميًا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا قرب "الخط الأصفر"، وسط قيود مشددة على دخول المساعدات.
وأوضحت منسقة الطوارئ في المنظمة كارولين سيجوين، في بيان اليوم الأربعاء، نشرته وسائل إعلام محلية أن الكثير من الفلسطينيين يخاطرون بحياتهم بالعودة لتفقد منازلهم، بينما تقع مستشفيات رئيسية ضمن مناطق يسيطر عليها الجيش، ما يعقّد الوصول إلى الرعاية الطبية.
وأضافت أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تعرقل إدخال مساعدات أساسية مثل الأدوية، ومستلزمات الإيواء والنظافة، مؤكدة أن المعاناة الحالية "يمكن تجنبها تمامًا"، موضحة أن آلاف المهجرين يعيشون في خيام تفتقر للماء والكهرباء، وسط تكدّس للنفايات وتفشٍ للأمراض الجلدية والتنفسية والهضمية، مع اقتراب فصل الشتاء.
وطالبت منظمة "أطباء بلا حدود" بالسماح الفوري بزيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق.
أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ "توم فليتشر"، أن الأمم المتحدة وشركاءها يغتنمون كل فرصة سانحة لإنقاذ الأرواح في غزة، وذلك بعد مرور شهر على وقف إطلاق النار.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال "توم فليتشر" في بيان بمناسبة مرور شهر على وقف إطلاق النار إن العمليات الإنسانية تشمل: تقديم الغذاء لأكثر من مليون شخص. إعادة فتح مواقع التغذية واستئناف حملات التطعيم الحيوية. إصلاح خطوط المياه وإعادة المستشفيات للعمل.توزيع الملابس الشتوية والبطانيات وتقديم خدمات الدعم النفسي.
وأكد أن العديد من العقبات لا تزال قائمة، بما فيها العقبات البيروقراطية، والحاجة لتمكين المنظمات الشريكة وفتح المزيد من المعابر والمسارات، والتعامل مع استمرار حالة انعدام الأمن. وشدد على أن "في وسعنا أن ننجز أكثر من ذلك بكثير من أجل إنقاذ المزيد من الأرواح عند التخفيف من هذه القيود".
وبالرغم من الوضع الهش واستمرار العوائق على الأرض، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني يواصلون الوصول إلى مناطق كان يتعذر الوصول إليها قبل وقف إطلاق النار.