في ذكرى رحيله.. مارسيل بروست الذي خلد الزمن في سبعة مجلدات
في مثل هذا اليوم، 18 نوفمبر 1922، رحل الكاتب الفرنسي العظيم مارسيل بروست، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا استثنائيًا جعل اسمه واحدًا من أعمدة الأدب العالمي، بروست، صاحب الملحمة الروائية الشهيرة "البحث عن الزمن المفقود"، كان قادرًا على تحويل الذاكرة إلى عالم فني ممتد، تتشابك فيه اللحظات وتتحول التفاصيل الصغيرة إلى حكايات كبرى.
ولد بروست عام 1871 لأسرة ميسورة، ودرس القانون والأدب، ما أتاح له دخول صالونات باريس الراقية في مطلع شبابه.
كتب مقالات نقدية وصحفية في بداياته، قبل أن ينعزل تدريجيًا بسبب معاناته المستمرة من الربو، ثم بفعل صدمة وفاة والدته عام 1905، وهي الحادثة التي عمقت وحدته لكنها دفعت قلمه نحو نضج مختلف.
في عام 1909 بدأ بروست كتابة عمله الأضخم "البحث عن الزمن المفقود"، الذي وُصف بأنه أعظم رواية في القرن العشرين، ورغم رحيله قبل إتمام مراجعة النسخة النهائية، تولى شقيقه روبرت إعداد الأجزاء المتبقية للنشر بعد وفاته. تتألف الرواية من سبعة مجلدات تتجاوز صفحاتها 3200 صفحة، ونُشرت بين 1913 و1927، وأصبحت اليوم من أهم الأعمال في تاريخ الأدب الفرنسي والعالمي.
وتحمل المجلدات السبعة العناوين التالية: جانب منزل سوان، في ظلال ربيع الفتيات، جانب منزل غرامنت، سدوم وعمورة، السجينة، الشاردة (ألبرتين في أرض الشتات)، والزمن المستعاد.
ووصف جراهام جرين بروست بأنه "أعظم مؤلف في القرن العشرين"، بينما رأى سومرست موم أن روايته "أعظم عمل خيالي" كُتب على الإطلاق.
بعد أكثر من قرن على رحيله، ما زال بروست حاضرًا بقوة، ككاتب استطاع أن يخلد الزمن، وأن يجعل من الذكرى عالمًا لا يفنى.