لجنة عربية تؤكد ضرورة دعم المدارس الفلسطينية في مدينة القدس لمواجهة محاولات السيطرة الإسرائيلية
دعا المشاركون في أعمال الدورة 110 للجنة البرامج التعليمية الموجهـة إلـى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة إلى دعم المدارس الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة التي تواجه محاولات السيطرة الإسرائيلية عليها، وذلك عبر إطلاق برامج توأمة بين المؤسسات التعليمية والمدارس العربية مع المدارس الفلسطينية في مدينة القدس، بما يوفر دعم مستدام لعمل هذه المدارس وأنشطتها، ويُمكّنها من مواصلة عملها واستمرار رسالتها التربوية الوطنية والحفاظ على الهوية الفلسطينية.
جاء ذلك في ختام أعمال الدورة 110 للجنة البرامج التعليمية الموجهـة إلـى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة والتي عقدت خلال الفترة من 16 الى 20 نوفمبر الجاري بمشاركة وفود أعضاء اللجنة من كل من المملكة الأردنية الهاشمية ودولة فلسطين وجمهورية مصر العربية واتحاد اذاعات الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"- منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة- "الاسيسيكو" ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا".
وناقش المشاركون الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة؛ وخاصة في قطاع التعليم في ظل استمرار تدمير المنشآت التربوية وإغلاق المدارس وقتل وجرح واعتقال سلطات الاحتلال للطلبة والمعلمين.
وتابعت اللجنة تطورات العملية التعليمية في فلسطين في ظل العدوان وجريمة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ومن ضمنها إبادة التعليم ، الأمر الذي أدى إلى تعطيل وتدمير العملية التعليمية في الأرض الفلسطينية المحتلة وبشكل خاص في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأوصت اللجنة المجتمع الدولي بإلزام سلطات الاحتلال بوقف العدوان على قطاع غزة وإنهاء جريمة الإبادة الجماعية بحق أبنائه، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة بما يشمل استئناف العملية التعليمية في القطاع من بناء المدارس وتوفير كافة المستلزمات وضمان توفير الحماية الدولية للعملية التعليمية.
وأكدت أن الحق في التعليم هو أحد الحقوق الإنسانية الأساسية التي أقرتها القوانين الدولية .. مطالبة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية لجيش الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية ومدينة القدس (اقتحام المدارس- عمليات الهدم والتهديد بالهدم، والاعتداءات المتكررة على الطلبة والمعلمين)، والتي تؤثر على الوصول إلى بيئة تعليمية آمنة، والحق في التعليم الجيد للطلاب الفلسطينيين.
وحملت اللجنة إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) المسؤولية الكاملة عن الدمار الشامل الذي لحق بالمؤسسات التعليمية في الأرض العربية المحتلة وبشكل خاص في قطاع غزة ، بما فيها المؤسسات التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)..مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ذات الصلة بتوفير الحماية الدولية لأهلنا وأبنائنا الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة، بما يضمن انتظام العملية التعليمية بكل قطاعاتها.
وثمنت الدور الذي تقوم به وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الاونروا) في التخفيف من آثار العدوان الشامل على قطاع غزة ، وترفض وتدين كافة القرارات غير الشرعية الصادرة عن الكنيسيت الإسرائيلي والتي تهدف إلى إنهاء عملها في الأرض الفلسطينية المحتلة ، وتدعو الدول المانحة لتغطية العجز الحاصل في موازنتها لتستطيع القيام بمهامها وبرامجها وبشكل خاص برنامج التعليم للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، دون انتقاص حسب قرار إنشائها.
ودعت اللجنة المنظمات الدولية ذات العلاقة وخاصة "اليونيسيف واليونسكو" لمساندة وزارة التربية والتعليم في دولة فلسطين وكذلك الأونروا لتوفير المزيد من مستلزمات التعليم للطلبة والمدارس في الأراضي العربية المحتلة، ولا سيما في قطاع غزة الذي تعرض ولايزال يتعرض لعملية تدمير شاملة.
وأكدت على ضرورة استمرار إبراز مكانة مدينة القدس في وسائل الإعلام العربية باعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية وأهميتها التاريخية والدينية للأمتين العربية والإسلامية، وفضح الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة التي تتعرض لها بهدف تهويدها وتغيير طابعها الحضاري العربي الإسلامي.
وطالبت اللجنة المنظمات الدولية العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة كافة بما فيها القدس ببذل المزيد من الجهود في توفير الحماية للمدارس الفلسطينية من الممارسات الاسرائيلية وخاصة مدارس مدينة القدس المحتلة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة معاناة الطلبة الفلسطينيين بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى دفع الطلبة للتسرب من المدارس، واستغلالهم كأيد عاملة، ودعوة الدول العربية والإسلامية لتقديم الدعم اللازم للمؤسسات التعليمية الفلسطينية في القدس للتصدي لهذه السياسات.
ودعت إلى مواصلة الطلب من الدول العربية والإسلامية والمنظمات العربية والإسلامية (الألكسو - الإسيسكو) الاستمرار في إثراء محتوى مواقعها الخاصة بالقدس على الإنترنت بموضوعات باللغات المختلفة لفضح وتوثيق الممارسات العنصرية والجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وأدانت اللجنة سياسة دولة الاحتلال الهادفة لأسرلة التعليم ومنع تطبيق المنهاج الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، وتجدد رفضها لإغلاق وزارة المعارف الإسرائيلية المدارس ومصادرة الكتب المدرسية الفلسطينية، وفرض عقوبات على المدارس التي ترفض إجراءات الاحتلال، ودعت المنظمات العربية والإسلامية والدولية (الألكسو، الإسيسكو، اليونسكو) إلى فضح الممارسات الاسرائيلية بفرض المناهج المحرّفة ومناهج الاحتلال الاسرائيلي على طلبة مدينة القدس المحتلة.
وأشادت برفض مديري المدارس ومجالس أولياء الأمور في مدارس القدس المحتلة للإجراءات الإسرائيلية كافة بفرض مناهج دراسية مشوهة على أبنائهم .. مشيدة بموقف أولياء الأمور برفضهم المغريات الإسرائيلية لنقل أبنائهم إلى المدارس التي تطبق المنهاج الإسرائيلي.
وأدانت اللجنة التشريعات والقوانين التي صدرت عن سلطات الاحتلال الاسرائيلي بشأن حظر أي نشاط لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الاونروا)، داخل مدينة القدس وحرمانها من تقديم خدماتها لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين ، وتدين كذلك قرار إغلاق 8 مدارس تابعة للأونروا وحرمان حوالي 1000 طالب من التعليم كما تدين التشريعات التي تحظر توظيف المعلمين والأكاديميين خريجي الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية في أي مؤسسة تعليمية تعمل في مدينة القدس.
ودعت إلى ضرورة دعم وكالة (الأونروا) في تنفيذ برامجها التعليمية، خاصة في ظل استهداف مدارسها ومرافقها، والتصدي لمخططات الاحتلال في تهميش الوكالة ومحاولات شطبها أو استبدالها والتي تقدم خدمات مهمة للاجئين الفلسطينيين في قطاع التعليم..مطالبة الدول الأعضاء والمنظمات المتخصصة الاستمرار في إنتاج مواد إعلامية لكشف ممارسات سلطات الاحتلال الرامية إلى سرقة الفضاء الفلسطيني وذلك لاستخدامه لصالح الشبكات الإسرائيلية، والعمل على إنهاء هذا الاعتداء الإسرائيلي المستمر على حق الفلسطينيين في التعبير عن آرائهم، وتمكينهم من السيطرة على فضائهم، وتزويد اتحاد اذاعات الدول العربية بهذه المواد حتى يتولى بثها لصالح هيئاته الأعضاء.
وثمنت اللجنة الدور الذي يقوم به اتحاد إذاعات الدول العربية وأجهزته العاملة في مجال الدعم الإعلامي للقضية الفلسطينية من خلال تنظيم اليوم الإعلامي المفتوح للتضامن مع الشعب الفلسطيني وصمود مدينة القدس الذي يصادف يوم 29 نوفمبر من كل عام بالتنسيق مع الهيئات الإذاعية والتلفزيونية الأعضاء بالاتحاد ، وتطالب الاتحاد بالتركيز على الإبادة التعليمية في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
كما دعت اللجنة الدول العربية والإسلامية إلى الاستمرار في إعداد مواد إعلامية حول جدار الفصل العنصري، والحواجز العسكرية الإسرائيلية، وحجز أموال المقاصة الفلسطينية وتأثير ذلك على العملية التعليمية، وعرضها يوم التاسع م/يوليو من كل عام (وهو تاريخ صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حول جدار الفصل العنصري) بالتنسيق مع اتحاد إذاعات الدول العربية، وموافاة اللجنة بما تم إنجازه في هذا الصدد.
وأكدت اللجنة أهمية الاستمرار في بث البرامج التعليمية لأكثر من مرة يومياً، والتأكيد على أهمية تحميل إرسال الإذاعات العربية التي تبث برامج تعليمية إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة على (الانترنت)، لإتاحة الفرصة للطلبة للاستفادة منها، والطلب إلى دولة فلسطين الاستمرار في تقديم تقارير دورية حول ظروف البث والاستقبال.
كما دعت اللجنة اتحاد إذاعات الدول العربية إلى التنسيق مع دولة فلسطين والاستمرار في عقد دورات تدريبية تعنى باحتياجات وزارة التربية والتعليم العالي في دولة فلسطين في مجال إعداد ومونتاج وإخراج البرامج التعليمية، بالتنسيق مع قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وجددت الدعوة للمنظمات الدولية والإقليمية (والاونروا، اليونسكو، اليونيسيف، الألكسو، الإسيسكو) إلى التحرك لحماية حق التعليم وضمان حماية المدارس والجامعات والمنشئات التعليمية في فلسطين بموجب القانون الدولي الإنساني، والمساهمة في وضع استراتيجية تعليمية وخطة طوارئ مستقبلية قابلة للتنفيذ لإنقاذ هذا القطاع الحيوي وضمان مستقبل التعليم في الأرض الفلسطينية المحتلة.