حصل صندوق الطاقة المستدامة لإفريقيا (SEFA) التابع لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية، وهو صندوق خاص متعدد المانحين تديره مجموعة البنك، على التزامات استثمارية جديدة تبلغ قيمتها الإجمالية حوالي 50 مليون يورو، لتعزيز تنفيذ مبادرة "المهمة 300" وتسريع العمل المناخي في قطاع الطاقة في إفريقيا.

وأُعلنت هذه الالتزامات خلال فعالية جانبية على هامش الدورة الثلاثين لمؤتمر الأطراف COP30 في بيليم بالبرازيل؛ حيث التزمت ألمانيا بمبلغ 14 مليون يورو لدعم هدف الصندوق المتمثل في توفير الطاقة للجميع، و30 مليون يورو لبرنامج الهيدروجين الأخضر الجديد التابع للصندوق، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذا القطاع الناشئ في إزالة الكربون والتنمية الصناعية في أفريقيا. كما أعلنت إيطاليا عن مساهمة جديدة قدرها خمسة ملايين يورو للصندوق، وتستهدف مبادرة "المهمة 300" التي تستهدف توفير الكهرباء لـ 300 مليون شخص في إفريقيا بحلول عام 2030. 

وقالت الدكتورة كاتارينا ستاش المديرة العامة لسياسة المناخ في الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية "يمكننا تحقيق منافع متبادلة: إذ تستفيد الدول الشريكة من موارد الطاقة الجديدة، والتنمية الصناعية، ونقل التكنولوجيا، وفرص العمل الجديدة، بينما تُنوّع أوروبا وارداتها المستقبلية من الطاقة، ومن خلال شراكتنا مع البنك الإفريقي للتنمية والصندوق، نأمل في خلق نقاط تحول إيجابية لنمو سوق الهيدروجين الأخضر."

وأكد روبرتو أميريزي مدير الشؤون العامة والبرامج المالية والتعاون الدولي في وزارة البيئة وأمن الطاقة الإيطالية (MASE) الالتزام القوي للحكومة الإيطالية تجاه إفريقيا، التي تُعتبر أولوية في سياسات الطاقة والمناخ الوطنية، مشددا على أهمية تشجيع الاستثمار الخاص لتسريع انتقال القارة في مجال الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة.

كما أعلن أميريزي عن مساهمة جديدة بقيمة 5 ملايين يورو في الصندوق الخاص لصندوق الطاقة المستدامة لأفريقيا لعام 2025، قائلا: "تؤكد هذه الموارد التزامنا الجماعي بتحقيق الأهداف الاستراتيجية للصندوق، وتسريع تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة والوصول إلى الطاقة في إفريقيا، التي تُعزز التنمية المستدامة".

وقال الدكتور كيفن كاريوكي نائب رئيس قسم الكهرباء والطاقة وتغير المناخ والنمو الأخضر في البنك الأفريقي للتنمية "إن مداولات والتزامات اليوم في مؤتمر الأطراف الثلاثين تُؤكد بقوة الحاجة المُلحة إلى نهج موحد وأكثر جرأة تجاه انتقال إفريقيا في مجال الطاقة ومرونتها وأمنها، وستُشكّل الالتزامات الجديدة من ألمانيا وإيطاليا دفعةً قويةً نحو تحقيق أهداف "المهمة 300" وترسيخًا لمركزية الصندوق في رحلة الوصول الشامل للطاقة في أفريقيا".

وكان من المواضيع الرئيسية للحدث الدور الحيوي للتمويل المختلط في تقليل مخاطر الاستثمارات وجذب رأس المال التجاري لتحقيق أهداف "المهمة 300"، كما تعرّف الحضور على مشاريع مثل محطة الطاقة الشمسية "أوبليسك" في قنا بمصر، وهي محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 1 جيجاوات ونظام تخزين طاقة البطاريات (BESS) بقدرة 200 ميجاوات/ساعة، بتمويل مشترك من البنك الإفريقي للتنمية وصندوق الطاقة المستدامة لإفريقيا.

وعزز هذا الحدث الالتزام الجماعي بدمج التعاون في مجال تحول الطاقة ضمن دبلوماسية مناخية أوسع، موضحا أنه من خلال تضافر الجهود، يُمكن تحقيق أهداف مبادرة المهمة، والطموحات المناخية الأوسع التي تم التعبير عنها في الدورة الثلاثين لمؤتمر الأطراف.