سهير البابلي.. أيقونة الكوميديا التي اعتزلت «خوفا» وعاشت وفية لفنها حتى الرحيل
تحل اليوم الذكرى الرابعة لرحيل الفنانة الكبيرة سهير البابلي، واحدة من ألمع نجوم المسرح والكوميديا في مصر والعالم العربي. بصوتها المميز، وذكائها الفني، وروحها المرحة، صنعت مكانة لا ينافسها فيها أحد، قبل أن تختار الاعتزال في ذروة نجاحها بدافع روحي وإنساني كشف الكثير من صدقها ونقائها.
ولدت سهير حلمي إبراهيم البابلي في 14 فبراير 1937 بمركز فارسكور في دمياط، ونشأت في مدينة المنصورة. امتلكت منذ طفولتها حسًا كوميديًا عاليًا وقدرة على تقليد المحيطين بها، ما لفت انتباه والدها، ناظر مدرسة المنصورة الثانوية العسكرية، الذي شجعها على دراسة الفن، رغم اعتراض والدتها.
وبفضل دعم والدها، التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الموسيقى، لتبدأ بعدها مشوارًا سريعًا نحو النجومية، عبر أعمال مسرحية وسينمائية شاركت فيها إلى جانب كبار الممثلين.
استطاعت سهير البابلي أن تكسر احتكار الرجال لبطولة المسرح في ذلك الوقت، وأن تفرض حضورها بطاقتها الكوميدية وخفة ظلها،وقدم لها كبار الكتاب أعمالًا خاصة، أبرزها:"ريا وسكينة"،"على الرصيف"،"نص أنا.. نص إنتي"،"العالمة باشا"،"عطية الإرهابية"،"الدخول بالملابس الرسمية"،"نرجس"،"مدرسة المشاغبين".
ومن دورها في "العالمة باشا" حصدت لقب «سوسكا» الذي ظل ملازما لها بين الجمهور.
وفي السينما، قدمت البابلي أعمالا لافتة مثل: "أخطر رجل في العالم"، "انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط"، "حدوتة مصرية"، و"نهر الحب". أما في التلفزيون، فقدمت أعمالا لا تنسى، أبرزها شخصية بكيزة الدرملي في مسلسل "بكيزة وزغلول"، إلى جانب مسلسلات مثل: "استقالة عالمة ذرة" و"وتوالت الأحداث عاصفة"،وكان آخر ظهور فني لها في مسلسل «قلب حبيبة» عام 2006.
تزوجت البابلي خمس مرات:من محمود الناقوري والد ابنتها الوحيدة نيفين، ثم منير مراد، ثم تاجر المجوهرات أشرف السرجاني، وبعد وفاته رجل الأعمال محمود غنيم، وأخيرا الفنان أحمد خليل.
كشفت البابلي في أكثر من لقاء أن اعتزالها كان بدافع الخوف والعودة إلى الطريق الروحي، إذ أثّر فيها ارتداء ابنتها نيفين للحجاب والتزامها الديني،قالت:«خجلت من نفسي.. بنتي ملمة بالدين وأنا منشغلة بالفن».
كما استشارت الشيخ محمد متولي الشعراوي، فأخبرها أن الفن ليس حرامًا إذا كان يحمل رسالة نبيلة، لكنها مع ذلك قررت الاعتزال عام 1997.