رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في عيد ميلادها الـ 91.. كيف بقي صوت صوت فيروز رمزاً للدهشة والجمال عبر الزمن؟

21-11-2025 | 06:15


فيروز

ياسمين محمد

واحد وتسعون عاما مرت وما زال صوت فيروز يشرق كل صباح كغناء لا يشيخ، جارة القمر، التي تحولت أغانيها إلى طقوس يومية في بيوت العرب، احتفلت بعام جديد من حياتها فيما يستعيد الجمهور مسيرة فنية نادرة، نسجت خلالها أسطورة لا تزال تتوهج جيلًا بعد جيل.

 

احتفلت الأوساط الفنية والثقافية في العالم العربي، وعدد من الشخصيات الدولية البارزة ومن بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعيد ميلاد أيقونة الموسيقى العربية فيروز، التي تكمل عاما جديدا في مسيرة امتدت تسعة عقود من الإبداع، صنعت فيها إرث موسيقي متفردا لا يزال حاضرا بقوة في وجدان الجمهور.

ولدت فيروز في بيروت، وبدأت رحلتها الفنية في سن الخامسة حين انضمت إلى كورال الإذاعة اللبنانية عام 1940، بعد أن اكتشفها الموسيقار محمد فليفل، أما انطلاقتها الكبرى فجاءت عام 1952 على يد حليم الرومي، الذي قدّم لها أولى أغانيها مثل "يا حمام يا مروح" وأطلق عليها الاسم الذي سيصبح لاحقا علامة فارقة في الفن العربي: فيروز.

شهد عام 1957 محطة حاسمة، إذ قدمت فيروز أولى حفلاتها مع الأخوين رحباني في مهرجان بعلبك، وهناك تعلّق الجمهور بصوتها الآسر،ومنذ ذلك الحين تكاملت موهبتها مع إبداع الرحابنة في كتابة الكلمات ووضع الألحان، ليشكلوا معا مدرسة فنية خاصة أثرت ذاكرة الموسيقى العربية.

تزوجت فيروز من الموسيقار عاصي الرحباني عام 1954، لتبدأ شراكة فنية وعائلية استمرت عقودا وأثمرت أربعة أبناء: زياد، هلي، ليال، وريما. وعلى الرغم من انفصال الثنائي عام 1978، ظل تأثيرهما المشترك جزءا أصيلا من التراث الموسيقي العربي.

لم تقتصر أغاني فيروز على الحب والوجدانيات، بل كانت صوتًا صادقًا للإنسان العربي، فغنت للوطن والمقاومة والحرية، تجاوز رصيدها 800 أغنية، من أشهرها "زهرة المدائن"، "البلدة العتيقة"، "سنرجع يومًا"، إضافة إلى أغنيات تغنت بعواصم ومدن عربية كثيرة أبرزها بيروت ومصر ولبنان.

بعد سنوات من الشهرة، اختارت فيروز أن تولي اهتماما أكبر لأسرتها، خصوصا لابنها هلي الذي ولد بإعاقة ذهنية وحركية. وبالرغم من توقعات الأطباء بعدم قدرته على الحياة طويلا، عاش برعاية والدته الحانية التي تجنبت الظهور الإعلامي لتوفر له حياة هادئة،وظل بعيدا عن الأنظار حتى ظهوره النادر إلى جانبها في كنيسة مار إلياس خلال قداس ذكرى رحيل عاصي الرحباني.

ارتبط صوت فيروز في السنوات الأخيرة بالأجواء الشتوية الصباحية، حيث يتداول جمهور واسع مقاطع أغانيها مع فنجان القهوة. إلا أن ارتباط فيروز بالدفء ليس جديدا؛ فصوتها لطالما حمل مزيج من الحنين والسكينة جعل حضورها يتجاوز الزمن والأجيال.