كشفت دراسة حديثة نشرت على موقع "Medical express""  أن الحالة النفسية للأم أثناء الحمل لها تأثير مباشر على نمو طفلها، وخاصة على ظهور أسنانه اللبنية، فالرضع الذين ولدوا لأمهات متوترات تظهر أسنانهم في وقت أسرع من غيرهم، هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية العناية بصحة الأم النفسية خلال الحمل، حيث أن التوتر لا يؤثر فقط على راحتها، بل قد يترك آثارًا ملموسة على نمو الطفل وصحته المستقبلية.

أظهرت الدراسة أن الأمهات اللاتي يعانين مستويات عالية من هرمون الكورتيزول  أثناء أواخر الحمل ، ينجبن أطفالًا لديهم عدد أكبر من الأسنان البارزة في عمر ستة أشهر مقارنة بصغار الأمهات ذوات مستويات أقل من هذا الهرمون ، ويفسر العلماء هذا التأثير بأن ارتفاع الكورتيزول قد يؤثر على نمو الجنين واستقلاب المعادن، مثل الكالسيوم وفيتامين د، وهما عنصران أساسيان لتقوية العظام والأسنان.

وشملت الدراسة مجموعة من الأمهات اللواتي تم تتبعهن منذ الحمل وحتى وصول أطفالهن إلى عمر سنتين، حيث تم تسجيل توقيت بزوغ الأسنان اللبنية لكل رضيع، وأظهرت النتائج أن الذين أنجبتهم أمهاتهم وهن متوترات ، كان لديهم أربعة أسنان إضافية في المتوسط بحلول عمر ستة أشهر، مقارنة بأقرانهم من أمهات أقل توترًا.

وأوضحت الدراسة أيضًا أن ضغوط ما قبل الولادة قد تؤثر على الصحة العامة للطفل ،  إذ قد يشكل بزوغ الأسنان المبكر علامة تحذيرية على ضعف نمو الفم وصحة الأسنان في المستقبل، خاصة عند الرضع الذين ينتمون إلى خلفيات اجتماعية واقتصادية محرومة.

و أشار الباحثون في الدراسة على أهمية إدارة التوتر أثناء الحمل ، ليس فقط للحفاظ على صحة الأم النفسية والجسدية، بل أيضًا لضمان نمو صحي للطفل، بما يشمل نمو الأسنان بشكل منتظم، و نصح الخبراء النساء الحوامل بممارسة تقنيات الاسترخاء ، والحصول على دعم العائلة، واتباع نظام غذائي متوازن،  لتقليل آثار التوتر وتحسين بيئة النمو للطفل منذ مراحل الحمل المبكرة .