لم تعد السعادة مجرد شعور جميل ينعكس على مزاجك اليومي، بل تحولت إلى عامل صحي مؤثر يساهم في خفض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة التي تهدد حياة ملايين النساء حول العالم، وذلك وفقا لما أكدت عليه دراسة حديثة نشرت على موقع " The Independent"، أن ارتفاع مستويات السعادة والرفاهية النفسية لدى المرأة قد ينعكس بشكل مباشر على صحة قلبها وجهازها المناعي ونسبة إصابتها بأمراض خطيرة مثل السكري والربو والسرطان.

وأضاف الباحثون  أن السعادة ليست مجرد حالة نفسية مؤقتة، بل عامل صحي قابل للقياس، له تأثير مباشر على معدلات الوفاة الناتجة عن الأمراض المزمنة غير المعدية، وهذه الأمراض مثل القلب والسرطان والسكري والربو تشكل نحو 75% من الوفيات عالميًا.

واعتمد الباحثون على ما يسمى بسلم الحياة، الذي يقيس مستوى السعادة من صفر إلى عشرة، حيث يمثل الصفر أسوأ حياة ممكنة، والرقم عشرة أفضلها، وتوصل الفريق العلمي إلى أن الحد الفاصل الذي تبدأ عنده السعادة في التأثير الإيجابي على الصحة هو درجة 2.7 على السلم.

وأوضح الباحثون، أن الأشخاص الذين تتجاوز مستويات سعادتهم هذا الحد يحققون فوائد صحية ملموسة، حيث وجدت الدراسة أنه مقابل كل زيادة بنسبة 1% في مستوى الرفاهية الذاتية، ينخفض معدل وفيات الأمراض المزمنة بنسبة 0.43% لدى الفئة العمرية بين 30 و70 عامًا.

وأشار خبراء الصحة أن السعادة تقلل من عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب، مثل ارتفاع الضغط والكوليسترول، كما تخفض مستويات التوتر والالتهابات التي ترتبط بمجموعة واسعة من الأمراض.، والنساء اللاتي يعانين من الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

كما كشفت دراسات أخرى أن التفكير الإيجابي لدى النساء المصابات بأمراض القلب أو اللواتي تعرضن لسكتة دماغية يمكن أن يقلل من خطر حدوث مضاعفات مستقبلية، بينما وجدت دراسة مختلفة أن ارتفاع مستويات الأمل لدى النساء يخفف من احتمالية الإصابة بالذبحة الصدرية، لذا، امنحي نفسك وقتًا للراحة، وابحثي عن مصادر الفرح، ولا تهملي صحتك النفسية، فهي جزء لا يتجزأ من صحتك الجسدية.