رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"الأدب الساحلي.. دراسة حول الهوية والمكان" في مناقشات مؤتمر اليوم الواحد بثقافة دمياط

22-11-2025 | 15:50


جانب من الندوة

عقدت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان فعاليات مؤتمر اليوم الواحد الأدبي، تحت عنوان "الأدب الساحلي بين البحر والنهر والبحيرة.. دراسة حول الهوية والمكان"، برئاسة د. يوسف بدر وأمانة الأديب حلمي ياسين، وذلك بالجسر الحضاري بدمياط، في إطار برامج وزارة الثقافة.

في كلمته الافتتاحية، وجه الكاتب أحمد سامي خاطر، رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي، التحية والتقدير لجميع المشاركين، معبرا عن سعادته الكبيرة بالتواجد في رحاب الأدباء والفنانين بمحافظة دمياط العريقة التي تجمع بين سكون النهر وعمق البحر والبحيرة. 

كما قدم رئيس المؤتمر، التحية لوزير الثقافة ومحافظ دمياط وقيادات الثقافة، لدعمهم الحركة الثقافية في المحافظة مؤكدا أن المؤتمر يمثل مساحة للتأمل في تأثير البحر والنهر على وجدان الأدباء.

ووجه أمين عام المؤتمر، الشكر للحضور، موضحا أن فعاليات اليوم تأتي تكريما لأعلام دمياط الأدبية بشير الديك، واسم الشاعر عمر فرحات، مشيرا إلى أن المؤتمر يعكس روح المكان وتجلياته الإبداعية.

كما أعربت نجوى كيوان، مدير عام فرع ثقافة دمياط، عن تقديرها للقائمين على المؤتمر، مؤكدة استمرار العمل الثقافي بكامل طاقته في مواقع دمياط الثقافية عقب انتهاء عمليات الترميم قريبا.

وأعرب الشاعر الصياد حسن العدوي شخصية المؤتمر عن سعادته البالغة بالاحتفاء به، موضحا أنه نشأ صيادا وتربى على رهبة البحر وحكاياته، وأن حبه للأدب ولد من خيال بحر دمياط.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية، كرم المؤتمر نخبة من مبدعي المحافظة هم: الصياد الشاعر حسن العدوي "شخصية المؤتمر" اسم المبدع بشير الديك، الشاعر محمد توفيق لبن، د. ناهد سعد.

وشهد المؤتمر أولى فعالياته مع الأديب والشاعر أحمد خميس غلوش، الذي عبر بكلماته عن مفهوم "السيميائية" المتجسدة بين البحر والنهر والأدب، معتبرا أن الأدب يولد من البحر، بوصفه الذاكرة الأولى للخليقة. 

واستكمل المؤتمر أعماله عبر جلسات بحثية تناولت موضوع "ذاكرة المكان وملامح الانتماء في الأدب الساحلي" من خلال محورين رئيسيين؛ جاء أولهما بعنوان "الهوية الثقافية في الأدب الساحلي"، وذلك ضمن الجلسة البحثية الأولى التي أدارها الأديب صلاح البيلي، وشارك فيها ثلاثة باحثين.

قدمت الكاتبة مها الخواجة بحثا بعنوان "اللغة، الهوية، التراث في الأدب الساحلي.. أعمال بشير الديك نموذجا"، حيث حللت كتابات السيناريست الدمياطي بشير الديك، مستشهدة بأعماله السينمائية ومنها فيلم "سواق الأتوبيس" المستند إلى شخصيات دمياطية حقيقية، وما تضمنه من مفردات ساحلية مثل: "ريحة البحر، الدنيا غرقانة، المجداف المكسور". كما تناولت فيلم "الحريف" الذي استخدم فيه الديك عبارات من روح البحر مثل: "الدنيا مية وهوا، ماشي فوق الموج، أنا زي البحر". 

وجاء البحث الثاني للكاتب محمد الزيني بعنوان "اللغة والتراث.. هوية الأدب الساحلي"، متتبعا العلاقة بين الموروث الشعبي الدمياطي والفن الأدبي، مستشهدا بإبداعات شعراء المحافظة مثل محمد علوش، وشيخ شعراء دمياط محمد النبوي سلامة، والتلباني.

أما البحث الثالث فقدمته الكاتبة آمال سالم بعنوان "اللغة والهوية والتراث في الأدب الساحلي.. قراءة في ملامح الذات والذاكرة البحرية"، حيث عرضت اللغة بوصفها مرآة للهوية الساحلية من خلال مفردات مثل: "الغرق، البوصلة، الريح، الطوفان، الشبكة، الشراع"، مؤكدة أن التراث يمثل ذاكرة جماعية ووقودا للإبداع، مستشهدة بالرموز البلاغية للبحر والأمواج والسفن في الأدب الساحلي.

أما الجلسة البحثية الثانية، التي أدارها الشاعر متولي بصل، فقد تضمنت ثلاثة أبحاث تحت عنوان "الأدب الساحلي.. ذاكرة المكان وملامح الانتماء". وقدمت الكاتبة وداد معروف البحث الأول بعنوان "أدب البحر بين امتداد المكان وملامح الانتماء"، متطرقة للعلاقة الجدلية بين الإنسان والبحر بوصفها صراعا مع قوة هلامية، كما أشارت إلى أعمال الكاتب الدمياطي سمير الفيل مثل "قصة الغليون المقوس وذلك الحائط، فيونكة برتقالية"، وبينت كيف شكل البحر في رؤيته رمزا للرزق والعمل التطوعي معا.

وتناول الكاتب ناصر العزبي في البحث الثاني "الإبداع بين الوعي الثقافي للمبدع والمكان… الساحلية نموذجا"، مستعرضا تاريخ دمياط كميناء حربي وتجاري وملاذ للهجرة الداخلية أسهم في تشكيل وعي ثقافي يقوم على الصمود والانفتاح، مستشهدا بإبداعات أعلام المحافظة مثل: صبري موسى، لطيفة الزيات، محسن يونس، عبد الفتاح الجمل، ومصطفى الأسمر. 

أما البحث الثالث فقدمه الكاتب حسن طرابية بعنوان "ذاكرة المكان في الأدب الساحلي بمنطقة عزبة البرج.. بين البحر والنهر وصراع الوجود وتشكيل الهوية"، مستعرضا ما جاء في بحثه حول السوسيولوجيا باعتبارها تجسيدا رمزيا لتاريخ الخبرات الفردية والجماعية على أرض مثل مدينة عزبة البرج.

وضمت جلسة الشهادات الإبداعية حكايات وتجارب لعدد من أدباء دمياط، من بينهم الكاتب سمير الفيل الذي تحدث عن تأملاته في البحر وتجربته مع مجموعته "هوا بحري"، مؤكدا رهانه على التجريب وتجديد الأدوات الإبداعية. 

وقدم د. فادي سلامة شهادته عن دمياط المدينة التي لا تفصل بين الفن والعمل، ولا بين البحر والكتاب، ولا بين الموج والفكر. كما تحدثت الشاعرة أمل البرمبالي عن استلهام رمزية البحر في كتاباتها حول علاقة الإنسان بالطبيعة، فيما قدم الدسوقي البدحي شهادته عن أعمال حلمي ياسين في مجموعته "أولاد نوح، أولاد البحر". 

وتناول محسن يونس تجربته مع عالم الصيادين في روايته "سيرة جزيرة تدعى ديامو"، بينما تحدث شريف الزكي عن استلهام شعراء المحافظة للغناء للصيادين ومدينتي رأس البر وعزبة البرج. وقدم محمود العباسي رؤية عن أعمال الشاعرة عفت بركات ابنة عزبة البرج، وكذلك أعمال الشاعرة تقي المرسى، إضافة إلى إبداع الأديب محروس الصياد. وشهدت الجلسة حوارا مع شخصية المؤتمر "الصياد حسن العدوي"، تخلله إلقاء عدد من قصائده مثل "بحر زيتونة، ذاكرة السمكة، عبد العال، بهية العزبوية، العزبوة"، مصحوبة بحكايات عن الجنية وذكرياته حول اختياره لمهنة الصيد بمنطقة اللسان.

وجاءت الجلسة الشعرية التي أدارها الشاعر أحمد سعد لتختتم فعاليات اليوم، بمشاركات واسعة لشعراء المحافظة، منهم حسن العدوي بقصيدة عن دمياط، وأحمد سعد بقصيدة "إحنا الدمايطة"، ومها الخواجة بقصيدة "رحلة عمر"، وجمال البلتاجي بقصيدتي "أنا البلتاجي" و"أنا الدمياطي"، ومحمد لبن بقصيدة "سلام"، وضياء فريد بقصيدة "إن لزم الأمر"، وأحمد خميس غلوش بقصيدة "النوة"، ومحمود سالم بقصيدة "همس الليل"، وأحمد رفيق بقصيدة "قصور من رفات"، إلى جانب مشاركة نخبة من كبار الشعراء.

وفي ختام الجلسات، أصدر مجلس أمناء المؤتمر عددا من التوصيات، من بينها تثمين جهود القيادة السياسية المصرية في إحلال السلام بالمنطقة، وتعزيز الربط بين أنشطة نوادي الأدب وإدارة رعاية الطلاب بالجامعات وخاصة جامعة دمياط، وتعظيم دور الشباب المبدعين داخل المؤتمرات والفعاليات الثقافية، إضافة إلى التوصية بمضاعفة ميزانيات نوادي الأدب ومؤتمر اليوم الواحد، وتوجيه الباحثين لجمع وتنقيح مفردات الثقافة الساحلية وربطها بالمشهد الثقافي العام، مع التأكيد على إتاحة منصة للنشر الإلكتروني للكتب والأعمال الأدبية في كل فرع ثقافي وفق ضوابط هيئة قصور الثقافة.

عقد المؤتمر من خلال إقليم شرق الدلتا الثقافي، وفرع ثقافة دمياط، بالتعاون مع الإدارة العامة للثقافة العامة وضمن برنامج الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان.

وعلى هامش المؤتمر، افتتح رئيس الإقليم برفقة مدير عام الفرع وعدد من القيادات الثقافية والأدباء معرضا للفنون التشكيلية بعنوان "صور ساحلية للبحر والنهر"، ضم أعمالا من فنون الكولاج والديكوباج وألوان الزيت، جسدت سواحل دمياط ومهنة الصيد وصناعة الحلويات.