مجلة بوليتيكو : رئيس وزراء المجر يدعو أوروبا لتبني مقترح ترامب بشأن الحرب في أوكرانيا
كشف رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان ، المعروف بمواقفه المعارضة لدعم أوكرانيا ، عن تحرك دبلوماسي جديد ينسجم مع الخطة الأميركية المثيرة للجدل، في خطوة تهدد بتجميد مليارات اليورو المخصصة لكييف داخل الاتحاد الأوروبي.
وفي رسالة وُجّهت إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، واطّلعت عليها مجلة بوليتيكو، دعا أوروبان الاتحاد الأوروبي إلى تبنّي بنود المقترح الأميركي المؤلف من 28 نقطة، والذي يتضمن تنازل أوكرانيا عن جزء من أراضيها، وتقليص جيشها إلى النصف، مع منح الولايات المتحدة حصة 50% من أرباح إعادة الإعمار.
وتأتي رسالة أوروبان في وقت يعقد فيه زعماء الاتحاد الأوروبي محادثات أزمة حول كيفية الرد على المقترحات الأميركية التي صاغها مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف دون إشراك الحلفاء الأوروبيين، والتي تمنح موسكو تنازلات واسعة.
وقال أوروبان في الرسالة : "يجب على الأوروبيين دعم مبادرة السلام الأميركية فوراً ودون شروط ، وبالتوازي، يجب الشروع في مفاوضات مباشرة مع روسيا دون تأخير".
لكن مسؤولاً في الاتحاد الأوروبي، طلب عدم الكشف عن هويته، شدد على أن الدول الـ 26 الأخرى “جدّدت دعمها الواضح وغير المشروط لأوكرانيا”، مؤكداً وجود “تنسيق دبلوماسي مكثّف” بين القادة الأوروبيين ومع الشركاء الدوليين لمواصلة دعم كييف.
وفي المقابل، أعلن أوروبان أن المجر “لا تدعم تقديم أي مساعدات مالية إضافية لأوكرانيا بأي صيغة”، ولن توافق على صدور قرار بهذا الشأن داخل مؤسسات الاتحاد.
وتناقش بروكسل حالياً آلية الاستفادة من الأصول الروسية المجمّدة لإصدار قرض تعويضات بقيمة 140 مليار يورو لصالح أوكرانيا، وهو ملف يفترض أن يُحسم في اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي في 18 ديسمبر.
وقال سفير أوكرانيا لدى الاتحاد الأوروبي فسيفولود تشنتسوف : “التوصل لاتفاق سريع بشأن قرض التعويضات أمر حيوي .. فهو يوفر تمويلاً مستقراً من أرصدة الأصول الروسية المجمّدة، دون تحميل دافعي الضرائب الأوروبيين تكاليف إضافية”.
وتُعد المجر من أكثر الدول التي سعت إلى تعطيل المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا، بالتوازي مع توطيد علاقاتها بموسكو ورفض العقوبات المفروضة على روسيا. ومع ذلك، سبق أن فوجئت بودابست بمواقف متقلبة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه روسيا، واضطرت سابقاً للتفاوض على إعفاءات من القيود الأميركية الجديدة على النفط الروسي.
وتزامنت خطوة أوروبان مع الجهود الدبلوماسية المكثفة على هامش قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرج، حيث يناقش قادة الاتحاد الأوروبي مقترحات البيت الأبيض ، كما سيُطرح الموضوع مجدداً في قمة الاتحاد الأوروبي ـ الاتحاد الأفريقي في أنجولا يوم الإثنين.
وفي ظل المهلة التي منحها ترامب لزيلينسكي حتى الخميس لقبول الخطة، صعّد الرئيس الأميركي خطابه قائلاً : “سيتعين عليه أن يعجب بها، وإن لم يفعل ، فليستمروا في القتال إذن”.
أما زيلينسكي، الذي تستعد بلاده لشتاء جديد تحت وطأة الحرب، فقد وصف الوضع بأنه “من أصعب اللحظات في تاريخ أوكرانيا”، محذراً من احتمال الاضطرار للاختيار بين “الحفاظ على الكرامة أو خسارة شريك أساسي”.