مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح يكرم النقاد ويوثق تجاربهم بالمعهد العالي للفنون المسرحية
استضاف مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية، ندوة خاصة للاحتفاء بكتاب «النقد الشبابي في مصر»، أحد الإصدارات الجديدة لمهرجان شرم الشيخ الدُّوَليّ للمسرح الشبابي برئاسة المخرج مازن الغرباوي، وتولّى إدارة الندوة المخرج والناقد جمال عبد الناصر، بمشاركة النجم الشاب ميدو عادل والكاتب والناقد محمد عبد الوارث مؤلف الكتاب.
واستهلّ الناقد جمال عبد الناصر الندوة معبرًا عن سعادته بتكريم النقاد والاحتفاء بالحركة النقدية وتوثيق تجاربها، وقال أن الاحتفاء بالنقاد هو احتفاء بالمسرح نفسه؛ فهم مرآته وضميره، موضحًا أن الجلسة ستشهد استعراضًا تفصيليًا لتقسيمات الكتاب ومحتواه.
مازن الغرباوي: نؤمن بحرية الإبداع وضرورة التوثيق لحركة النقد المسرحي الحديث
وفي كلمته وجه المخرج مازن الغرباوي الشكر للدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون، ولعميد المعهد العالي للفنون المسرحية الأستاذ الدكتور إسلام النجدي على استضافة هذا الحدث الثقافي المهم، وأكد «الغرباوي» أن مهرجان شرم الشيخ الدُّوَليّ للمسرح الشبابي يحرص على إصدار مطبوعات تسهم في دعم الحركة المسرحية في مصر، مشيرًا إلى أن الكثيرين في الغرب لا يعرفون واقع المسرح المصري، وأن مثل هذه الإصدارات تُعد نافذة مهمة لرصد التجارِب النقدية، وشدد على أن مصر تظل الدولة الأكبر والأغنى فنيًا في المنطقة، ما يفرض ضرورة وجود أعمال توثيقية دورية تعكس هذا الثراء.
وقدّم «الغرباوي» الكاتب محمد عبد الوارث، مقرر لجنة الإصدارات، مشيدًا بجهوده في إعداد كتاب النقد الشبابي في مصر، وأوضح أنهم يتابعون ردود الفعل حول الإصدارين الجديدين: النقد الشبابي في مصر و أبرز مخرجي الألفية الثالثة، مؤكدًا تمسك المهرجان بمبدأ حرية الإبداع ولامركزية التوثيق، إذ لم تتدخل إدارة المهرجان بأي شكل في المحتوى.
وأشار «الغرباوي» إلى اهتمام المهرجان بتوثيق العصر الحديث في ظل قلة الإصدارات التوثيقية، لافتًا إلى عقد ندوة سابقة لمناقشة كتاب أبرز مخرجي الألفية الثالثة بالمركز القومي للمسرح بمشاركة عدد من النقاد والمبدعين.
واختتم كلمته مؤكدًا أن المسرح يجمع الأجيال على محبته، وأن الحوار وتبادل الخبرات يمثلان جوهر تقدم الحركة المسرحية.
من جانبه، أعرب الفنان الشاب ميدو عادل عن سعادته بالمهرجان وإصداراته، وبالأخص كتاب أبرز مخرجي الألفية الثالثة، مؤكدًا ضرورة منح النقاد ما يستحقونه من تقدير، ومشيدًا بجهود الكاتب محمد عبد الوارث في توثيق تجارِب أكثر من ثلاثين ناقدًا شابًا.
محمد عبد الوارث: أردتُ بهذا الكتاب أن أثبت أن للنقاد الشباب صوتًا حاضرًا يستحق التوثيق والاعتراف
وعبر الكاتب محمد عبد الوارث، عن اعتزازه بصدور كتاب النقد الشبابي في مصر، موضحًا معايير الاختيار التي اعتمدها، ومنها ألا يتجاوز عمر الناقد 40 عامًا، مع إتاحة نموذج أكبر سنًا في كل قسم، بالإضافة إلى اختيار أربعة رموز كبرى لدورهم في دعم الجيل الجديد، وأشار كذلك إلى ضم صحفيين متخصصين في الصِّحافة المسرحية، وهم رنا رأفت وهمت مصطفى، وشيماء منصور، مع تركيز الكتاب على التجارِب النقدية في الفترة من 2011 حتى 2025.
وقال الكاتب إبراهيم الحسيني إن مجموعة النقد التطبيقي التي يضمّها الكتاب وتضم نحو 30 ناقدًا يقابلها مجموعة أخرى لم يشملها الإصدار، مؤكدًا أن هؤلاء النقاد يمثلون القوة الحقيقية الحاملة لعبء النقد في مصر، وأن الكتاب يأتي كاحتفاء بالمشتغلين بالنقد في الصحف والمجلات.
وعبر الدكتور محمد سمير الخطيب عن سعادته بهذا الإصدار، مستشهدًا بتجربته في بداية الألفية مع قلة المطبوعات النقدية، ومشيرًا إلى دور أساتذته من المبدعين، ومنهم الكاتب إبراهيم الحسيني والدكتور حاتم حافظ والكاتب شاذلي فرح، ولفت إلى إسهامات صحف ونشرات مثل مسرحنا والمهرجان القومي ومجلة فنون في فتح الباب أمام جيل جديد من النقاد، ووجّه الخطيب الشكر للمخرج مازن الغرباوي والكاتب محمد عبد الوارث على تحريك «المياه الراكدة» في الوسط النقدي، مشيرًا إلى أسماء نقدية شابة مثل رامز عماد وضحى الورداني وسمر هادي، ومذكرًا بأهمية كتاب جيل بعد جيل للأستاذ محسن مصيلحي.
وعبرت الناقدة الدكتورة لمياء أنور عن تقديرها لجهود المهرجان في إصدار الكتب، مشيدة بدور الكاتب محمد عبد الوارث، وتحدث الناقد باسم صادق عن علاقته بالدكتور حاتم حافظ الذي اختاره مديرًا لتحرير مجلة فنون، موضحًا أن الهدف من إصدارها عام 2016 كان أن تكون وثيقة فنية راسخة، واختتم كلمته بتوجيه الشكر لإدارة المهرجان وللمخرج مازن الغرباوي، كما تحدث الناقد عز الدين حافظ عن تجربته وشكر أساتذته ومن قدموا له يديهم في بداية عمله بالنقد وخص بالذكر الدكتور الراحل مصطفي سليم والدكتور الراحل علاء عبد العزيز.
وفي ختام الندوة، عبّر عدد من النقاد الشباب عن سعادتهم بهذا الإصدار الملهم الذي يوثق تجارِب أكثر من ثلاثين ناقدًا، مقدمين شكرهم للمخرج مازن الغرباوي والكاتب محمد عبد الوارث على هذا الجهد التوثيقي اللافت.
مهرجان شرم الشيخ الدُّوَليّ للمسرح الشبابي
ويقام مهرجان شرم الشيخ الدُّوَليّ للمسرح الشبابي برعاية وزارة الثقافة المصرية برئاسة الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو، ووزارة السياحة والآثار برئاسة الوزير شريف فتحي، والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي برئاسة المهندس أحمد يُوسُف، تأكيدًا على دعم الدولة للفعاليات الثقافية التي تعكس الوجه الحضاري لمصر وتعزز مكانتها على خريطة السياحة العالمية في إطار تكامل البعدين الثقافي والسياحي لخدمة التنمية الشاملة.
ويحظى المهرجان بدعم كامل من محافظة جَنُوب سيناء بقيادة اللواء الدكتور خالد مبارك، إلى جانب رعاية ذهبية من البنك الأهلي المصري، وشركة عين للإنتاج الفني، وبلدية ظفار بسلطنة عمان. وتتولى إدارة الدورة العاشرة الدكتورة إنجي البستاوي، وتحمل الدورة اسم الفنانة الكبيرة إلهام شاهين تكريمًا لمسيرتها الفنية الثرية ودعمها لقضايا المسرح والفنون، ويرأس اللجنة العليا للمهرجان المنتج هشام سليمان، وتحمل الرئاسة الشرفية سيدة المسرح العربي الراحلة سميحة أيوب.

