وقف إطلاق النار يتهاوى.. انتهاكات إسرائيل ترتفع إلى 497 ومصادر عبرية: استئناف الحرب أمرًا لا مفر منه
تمرّ على قطاع غزة ساعات عصيبة، في ظلّ مواصلة إسرائيل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تواصل استهداف المدنيين العزّل وقصف المباني السكنية بذرائع واهية، في خطوة تُهدّد استدامة التهدئة التي أوقفت حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ عامين.
497 خرقًا
وحسب مكتب الإعلام الحكومي بغزة، فإن إسرائيل ارتكبت حتى مساء أمس، ما مجموعه 497 خرقًا موثّقًا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في الـ10 من أكتوبر الماضي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وللبروتوكول الإنساني الملحق بالاتفاق، بينها 27 خرقًا أمس السبت خلفت 24 شهيدًا و87 مصابًا.
وفي ضوء ذلك، أكدت حركة حماس، أن تصاعد خروقات الاحتلال يضع الوسطاء والإدارة الأمريكية أمام مسؤولية التصدي لمحاولاته الرامية إلى تقويض وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت حماس، في بيان، أمس، إن استمرار جيش الاحتلال في إزالة الخطّ الأصفر والتقدّم به يوميًا باتجاه الغرب، وما يرافق ذلك من نزوح جماعي لأبناء شعبنا، إضافة إلى الغارات الجوية والقصف المدفعي على مناطق شرق القطاع؛ يُعدّ خرقًا فاضحًا يرتكبه الاحتلال "الإرهابي" لاتفاق وقف إطلاق النار، على حد وصفها.
وأضافت أنه قد أسفرت الخروقات الصهيونية الممنهجة للاتفاق عن ارتقاء مئات الشهداء جراء الغارات وعمليات القتل المتواصلة تحت ذرائع مختلَقة، كما أدت إلى تغييرات في خطوط انسحاب جيش الاحتلال، بما يخالف الخرائط التي جرى التوافق عليها.
وشدّدت حماس على رفضها لكل محاولات حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو لفرض أمرٍ واقع يتعارض مع ما جرى الاتفاق عليه.
ودعت الوسطاء إلى التدخل العاجل والضغط لوقف هذه الخروقات فورًا، مطالبة الإدارة الأمريكية بالوفاء بتعهداتها وإلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته، والتصدي لمحاولاته الرامية إلى تقويض مسار وقف إطلاق النار في غزة.
وادعت إسرائيل، أمس، أن حماس خرقت وقف إطلاق النار مرة أخرى، عبر إرسال مسلّح لمنطقة تحتلها تل أبيب بغزة، لمهاجمة جنودها، على حد زعمها.
وردًا على ذلك، طالب القيادي في حماس، عزت الرشق، الوسطاء والإدارة الأمريكية بالضغط على إسرائيل لكشف هوية المسلّح الذي تدّعي أن الحركة قد أرسلته.
وأكد الرشق، أن إسرائيل تختلق الذرائع للتهرب من الاتفاق والعودة إلى حرب الإبادة، مشددًا على أنها هي من ينتهك الاتفاق يوميًا وبشكل منهجي.
ونفى صحة ما نشرته المصادر الإسرائيلية بشأن إبلاغ حماس لـ"ستيف ويتكوف"، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، بأن الاتفاق قد انتهى.
خروقات متنوعة
ووفقًا لمكتب الإعلام الحكومي بغزة، أسفرت الخروقات الإسرائيلية المتواصلة منذ سريان الاتفاق عن وقوع 342 شهيدًا من المدنيين، غالبيتهم أطفال ونساء وكبار سن، إضافة إلى 875 مصابًا بجروح متفاوتة، فضلًا عن 35 مواطنًا جرى اعتقالهم بشكل تعسفي خلال عمليات التوغل والاقتحام، ما يؤكد إصرار الاحتلال على تقويض الاتفاق وخلق واقع ميداني دموي يهدد الأمن والاستقرار في القطاع.
وتنوّعت اعتداءات الاحتلال "الإسرائيلي" بين 142 عملية إطلاق نار مباشر على المواطنين والمنازل والأحياء السكنية وخيام النازحين، و21 عملية توغل نفّذتها آليات الاحتلال داخل المناطق السكنية والزراعية حيث تجاوزت الخط الأصفر المؤقت، و228 عملية قصف واستهداف بري وجوي ومدفعي، إلى جانب 100 عملية نسف لمنازل ومنشآت مدنية، في جريمة ممنهجة تهدف إلى توسيع الدمار ومعاقبة السكان جماعيًا، بما يرقى إلى خرق جسيم لأحكام اتفاقيات جنيف، حسب المصدر ذاته.
وأكد المكتب، أن جريمة استمرار الاحتلال في هذه الخروقات الجسيمة تهدد فرص الاستقرار، ويؤكد للعالم أن الضغط الدولي وحده هو الكفيل بإجبار الاحتلال على احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
استئناف الحرب
وتحدثت مصادر عبرية عن احتمالية استئناف إسرائيل حرب الإبادة على غزة من جديد، بزعم تعاظم قوة حماس.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر سياسية، إن وزراء في المجلس الوزاري السياسي-الأمني "الكابيت" يقدّرون أن تعاظم قوة حركة حماس في غزة قد يجعل القيام بعملية عسكرية جديدة أمرًا لا مفر منه.
وعُرض هذا التقدير، بحسب المصادر، خلال جلسة لـ"الكابينت" الأسبوع الماضي، حيث استعرضت الأجهزة الأمنية "صورة الوضع" في غزة، وقدّمت أدلة على زيادة قدرات "حماس" ورفضها التخلي عن سلاحها، على حد زعمهم.
وفي التاسع من أكتوبر 2025، أُعلن عن التوصل إلى اتفاقٍ جديدٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بدأ سريانه في اليوم التالي، وذلك خلال مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية تقودها حركة حماس، استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، في إطار الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويُعدّ هذا الاتفاق الثالث من نوعه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع، إذ تمّ التوصل إلى الاتفاق الأول في نهاية نوفمبر 2023 واستمر سبعة أيام، تلاه اتفاق ثانٍ في يناير 2025 دام نحو 58 يومًا، قبل أن ينهار كلاهما بسبب التعنّت الإسرائيلي.
وأوقف هذا الاتفاق حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لعامين ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، حيث أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 239 ألف شخص، فضلًا عن دمار هائل لحق بالمنازل السكنية والبنى التحتية، ومجاعة أودت بحياة مئات الأشخاص.